الله أعلم من لعب في الإعدادات العقلية حق أغلب المؤتمريين، وللأسف بعض المتنطعين أو المدعين حب صالح "العفاشيين"، أغلب الأوقات مصابون بحالة من "الحول" وعدم القدرة على التمييز في الرؤية وما يتوجب عليهم فعله، تائهون رغم أن لديهم بوصلة واضحة هي وصايا الزعيم ومعهم حقائق تاريخية من الماضي القريب وميدانية تجعلهم أكثر دقة في معرفة الحق من الباطل.
حالة التوهان التي لا طائل منها تتجلى في قيام البعض بالتماهي مع مخططات الإخوان في السيطرة والإقصاء والحرب والإلغاء للمكونات السياسية والإرادة الشعبية للمحافظات الجنوبية تحت دعوى "الوحدة"، ومن باب عاطفي يهب لك العفاشيون بدون وعي ليكونوا بوقاً لمخطط علي محسن وشلة الأنس الإخوانية، وطبعا هذا هو ما تريده قطر، التي تآمرت ضد النظام والدولة اليمنية والزعيم وحزب المؤتمر ومولت كل جماعة وحزب تخريبي وصولاً لما نحن عليه اليوم.
واليوم ينساق بعض الناشطين والقيادات المؤتمرية خلف الإخوان تحت مسمى ضرورة توحيد الصف الوطني الجمهوري الحزبي المصلحجي وبما يتناسب مع رغبة الاخوان وعنتريات حميد وحقد علي محسن، ويكون هذا الأمر هو الشغل الشاغل للناشطين بين رفض وقبول، ومناكفات وشتم ومسبات، وطبعاً القيادات الإجرامية مستمتعة بالأمر، فقد استطاعت حرف مزاج الكتاب وبوصلتهم والناشطين ومنشوراتهم عن ما يعتمل من جرائم واغتيالات كما جرى للشهيد عدنان الحمادي، وما يجري من محاولات إصلاحية للانقلاب على اتفاق الرياض وطبعاً بأوامر قطرية، ليكون الهدف القادم بشرعية الإخوان وأتباعها من سلطة المقر في تعز هو الساحل وخصوصا قوات المقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" بقيادة طارق صالح، الذي يفتخر به اليمنيون عموماً والعفاشيون خصوصاً، ولكنهم ينساقون -أي العفافيش- خلف مخططات الإخوان وحملاتهم يبلعون الطعم في كل مرة ثم يعودون للعويل.
يفترض على المؤتمريين وخصوصاً العفاشيين الذين ينادون بضرورة توحيد الصف مع الاصلاح أن يتأملوا فقط كمية الشتم والتسفيه والتسقيط التي تنالهم من ناشطي الاصلاح الذي يريدون التوحد معه، علماً أن أتباع الاصلاح ما كان لهم أن يظهروا معدنهم النتن واخلاقهم الساقطة لولا رضا وحث قياداتهم لفعل ذلك.. كما يفترض بالمثقفين والسياسيين أن يقرأوا الديباجة في المقدمة المطبوعة في لقاء الأحزاب عند اجتماع البرلمان في سيئون ليعرفوا مدى حقد إخوان اليدومي وعلي محسن وانتقام حميد الأحمر من المؤتمر جناح صالح، كما ينبغي عليهم أن يشاهدوا مدى التنسيق بين حلفاء الساحات "الحوثيين والإصلاحيين" ليعرفوا هل هناك فعلاً إمكانية لتوحيد الصف معهم، أم أنه أصبح لزاماً البحث عن أطراف أخرى لخلق تحالفات صادقة وقوية تستطيع العمل بشكل موحد خدمة للشعب والوطن، وليتمكنوا معاً من انتزاع اليمن من براثن ثنائي التطرف والإرهاب عملاء قطر وإيران.