د. ياسين سعيد نعمان

د. ياسين سعيد نعمان

تابعنى على

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حكم المؤكد

Saturday 14 December 2019 الساعة 02:23 pm

أصبح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يوم 31 يناير 2020 في حكم المؤكد بعد أن صوت البريطانيون يوم الخميس 12 ديسمبر لصالح حزب المحافظين بزعامة بوريس جونسون الذي قاد حملة الحزب الانتخابية تحت شعار Get the Brexit done.. أي لندفع بالخروج من الاتحاد الأوروبي.

الفوز الذي حققه المحافظون تجاوز كل التوقعات، فقد حصل على 368 مقعدا من إجمالي 650 مقعدا، أي بأغلبية تكفل له تمرير خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي في مجلس العموم بدون أي صعوبات.

ولذلك فقد سارع جونسون، صباح الجمعة، إلى اللقاء بالملكة ليطلب منها تكليفه بتشكيل الحكومة، حيث تحدد يوم الثلاثاء القادم 17 ديسمبر موعدا لافتتاح البرلمان الجديد مما يدل على أن المحافظين في عجلة من أمرهم بشأن تسريع خطوات الخروج.

أما بالنسبة لحزب العمال أكبر أحزاب المعارضة فقد حصل على 203 مقاعد بفقدان 58 مقعدا عن انتخابات 2017.

ويمكن القول إنه مني بهزيمة كبرى خسر فيها معطم دوائره التقليدية في شمال ووسط إنجلتر، وويلز وكل دوائره في اسكوتلندة ما عدا واحدة في أدنبره، وهذه الدوائر هي التي كانت قد صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفي هذه الانتخابات صوتت لصالح المحافظين في رفض واضح لسياسة العمال من البركست.

أدت هزيمة حزب العمال على هذا النحو إلى تفجير خلافات داخلية، شأن أي هزيمة لا يتصدى القائد لتحملها.

انتظر الجميع أن يعلن كوربن زعيم الحزب استقالته من زعامة الحزب، حتى إن الضغوط تشتد عليه لإعلان التخلي عن قيادة الحزب، مع العلم ان الهزيمة كانت تتعلق بانقسام الحزب من قضية البركست حيث حاول كوربن ان يجمع الطرفين على قاعدة القضايا الاجتماعية المشتركة لنضال الحزب الطويل، لكنه لم يتمكن من تجاوز الانقسام حول البركست داخل حزبه، حاول أن يغض الطرف عن حقيقة أن هذه الانتخابات لم تكن غير إعادة استفتاء على البركست أكثر من كونها انتخابات برامج اجتماعية وسياسية كأي انتخابات أخرى.

على صعيد آخر استحوذ الحزب القومي الاسكتلندي على كل مقاعد اسكتلندا تقريبا والبالغة 55 مقعدا فيما عدا سبعة مقاعد توزعت بين بقية الأحزاب... وهو ما يعني أن الشعب في اسكتلندا يدعم اجراء استفاء ثان لاستقلال اسكتلندة، وهو الدعم الذي كان الحزب قد خسره في انتخابات 2017.

وفور اعلان النتيجة اعلنت زعيمة الحزب انها ستحضر لاستفتاء لن تستأذن فيه وست منستر (مركز الحكم في لندن).

طبعاً مثل هذا الإجراء لا يتم الا بتوافق مع وست منستر، لكن حماس اللحظة جعل زعيمة الحزب تنظر إلى نتيجة التصويت على انه تفويض لحزبها.

اما النكسة الكبرى فقد مني بها حزب الاحرار الديمقراطيون حيث خسرت زعيمة الحزب مقعدها وكان عليها ان تتنحى مباشرة بعد ذلك.

وتراجع حزب الاتحاد الديمقراطي الايرلندي حليف حزب المحافظين لصالح الجمهوريين الشين فين، وتنامت النزعة القومية في ويلز حيث حصد الحزب القومي اربعة مقاعد.

ولذلك فعلى الرغم من أن الامور تبدو وكأنها قد استقرت للمحافظين إلا أن البركست قد حرك كثيراً من الأوضاع الداخلية التي ستشكل من وجهة نظر كثير من المراقبين مشاكل كبيرة بشأن الاستقرار الداخلي في بلد اتحادي ديمقراطي مكون من قوميات اربع رئيسية: الإنجليز، الأسكتلانديين، الويلز، الايرلنديين.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك