جلال محمد الحلالي

جلال محمد الحلالي

تابعنى على

لا تنخدعوا عندما يدعوكم الشيطان للصلاة الوطنية

Wednesday 18 December 2019 الساعة 08:15 am

المفكر الفرنسي مونتسكيو (1689_1755) كان من أهم من كتب ونظّر للجمهوريات، وأول من وضع أسس الفصل بين السلطات والمشاركة في إدارة الدولة.

يقول مونتيسكيو في كتابه المهم روح القانون في سياق حديثه عن الجمهورية:
"كل من يحيا في ظل الاستبداد الشرقي حيث لا قانون سوى إرادة الملك ولا هدف سوى عبادة رغباته ولا مبادئ للحكم سوى الترهيب؛ فأولئك في الواقع ليس لهم وطن ولا يعرفون حتى اسمه".

إن الوطن ليس المكان الذي ولدت فيه إنما هو الوطن الحر الذي أنت عضو فيه، وتحمي قوانينه حريتك وسعادتك ولن يكون كذلك إلا بالجمهورية.


ويقول ميكيافللي:
"ليس للسياسة علاقة بالأخلاق"..

كلام دقيق في نسخته اليمنية تحديداً.

فلا تنخدعوا عندما يدعوكم الشيطان للصلاة الوطنية.

عندما يدعوكم لاسترداد كرامتكم الوطنية تحت سلطته.

فأسوأ الشياطين وأشدهم فتكا بشعبه ذلك الذي يؤم بخشوع جماهيره ونصف إغفاءة الناسك في عينيه.

هو ذات السياسي القادر أن يكون في أعلى درجات الصدق حين يكذب!

**

الفضلية شأن من شؤون الأنا..

- لا نعاقب طفلنا الراسب في الاختبار لفشله؛ بل لأنه حرمنا من الزهو بنجاحنا في تعليمه!

- لا ننهر ابننا الوقح لطول لسانه؛ بل لأنه كشف لمنافسينا فشلنا في تربيته!

- ونستطيع أن نغفر للشخص المنتحر من أقاربنا على قراره إنهاء حياته؛ لكن لا نستطيع العفو عنه على تشويه سمعتنا بقرار الانتحار!

- وعندما تخطئ البنت مع عشيقها... لا نقتلها على فعلتها؛ بل على مرارة الخيال بزهو خصومنا بسقوط مكانتنا!

إذن، الفضيلة ما انفكت شأن فى الأنا يحدده لك أنا الآخر!

**

إذا أردت أن تعرف الله، دع عنك كتب التوحيد وابحث عنه في ملكوت الفكرة.

الأفكار مبعثرة في الطرقات وعلى جدران المدن العتيدة.

ساكنة في جلال البحر وعلى غصون الشجر، فهل من لاقط؟!

الأفكار مرمية في المساجد والكنائس، وتحت عمامة المفتي، وفي ساحات الغناء، فهل من متأمل؟!

الأفكار ملقاة في قاعة الدرس؛ نائمة في غفوة الوليد؛ مسترخية على شفاة الهائمة فهل من عاشق جسور؟!

الفكرة هناك دوماً حين تبحث عنها..

وراء كل عمل كبير فكرة كبيرة أودعها الله في مكان ما لعل هناك هاو لديه شغف أو عابر سبيل!

الأهرامات، شُيدّت عندما اكتمل بناؤها كفكرة في خيال شاعر مهندس.

الموناليزا، فكرة إلهية أعيت كاسري شفرات الغموض، وأرهقت البوح!

يا إلهي، ما أعظمك وما أيسر الوصول إليك بدون وكلاء!

ما هذا الكون إلا بعض من تجليات أفكارك!

يا إلهي؛ إلهمنا فكرة الحب والحرية والسلام.

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك