الجميع يتذكر تصريح القيادي الإخواني عبدالله صعتر حين قال: ليمت 24 مليون يمني من أجل يعيش مليون فقط...
تصريح آخر مماثل له ولكن هذه المرة بقلم ناشط حوثي اسمه محمد علي الوشاح قال تعليقا على مقتل قاسم سليماني: يموت ألف واحد من اليمن ولا قاسم سليماني..
الموقفان رغم اختلاف مصدرهما وظرفهما والموقفين اللذين قيلا فيهما إلا انهما يؤكدان حقيقة واحدة وهي ان حركات الإسلام السياسي ترى في الناس مجرد رعاع وأدوات يجب أن يموتوا من أجل أن تصل هي إلى السلطة وتحكم الناس وتحقق أهدافها البعيدة عن الدين بعد المشرق عن المغرب.
منذ العام 2011م ومليشيات الإخوان والحوثي تمارس هوايتها في تحويل الناس وخصوصا الشباب وصغار السن إلى وقود لمعاركهم وحروبهم في القتال من أجل السلطة وتدمير كل شيء بهدف الاستئثار والنهب والسرقة والفساد والكسب والإثراء غير المشروع من خلال تحويلهم السلطة وأدوات ومرافق الدولة وعائداتها إلى مجرد أدوات لخدمة مصالحهم الحزبية أو الشخصية.
آلاف الشباب الذين قتلوا منذ 2011م وحتى اليوم في محارق كان الإخوان والحوثيون هم من يقودونهم إليها بدءاً من مبرر الدعوة لإسقاط النظام، مرورا بالمواجهات بين الطرفين، وصولا إلى الانقلاب على السلطة والحرب الناجمة عنها.
وفي حين يموت ابناء العامة تحت راية الجهاد الإخواني والحوثي يتنعم ابناء قيادات المليشيات الإصلاحية والحوثية بالمكاسب المالية سواء داخل اليمن، أو بالحياة المرفهة والتعليم المتطور خارجها.. وينظرون لمن يقتلون في سبيل حصولهم على كل ذلك بانهم مجرد رعاع خلقوا ليكونوا أدوات لتنفيذ أهدافهم.
ينتشر القتلى على طول اليمن وعرضها من صعدة إلى تعز ومن شبوة إلى الحديدة وحين تبحث عن السبب الحقيقي ستجد ان الإخوان والحوثيين هم من يقفون وراء الدفع بشباب اليمن إلى تلك المحارق والمهالك وهم من يقودون مشروع التمزيق والتجزئة والتقسيم المذهبي والعنصري والمناطقي والسياسي وهم من يتحملون مسؤولية اسقاط الدولة وتدمير مؤسساتها، وهم من يصرون على الزج باليمن في صراعات المحاور في المنطقة فذاك يتبع إيران وينادي بإمامتها، وذاك تقوده تركيا ويدعو لخلافتها دون أن يرف لهم جفن من حياء بكونهم انسلخوا عن عروبتهم وتخلوا عن الدم والقرابة والنسب والجوار والجغرافيا والتاريخ للمنطقة العربية وفي مقدمتها منطقة الجزيرة والخليج العربي.
نصف قرن من منجزات اليمنيين منذ ثورتهم على الإمامة والاستعمار دمرها الإخوان والحوثيون في سنوات تسع من الفقر والبؤس والحروب والنهب والسلب والفساد... سنوات تسع من تحويل اليمن إلى مقبرة يتسلمون ثمن الجثث التي تستقبلها المقبرة.. ويصرون في كل يوم على ان يزيدوا من عدد مقابرها وقبورها حتى ولو كان ذلك بنبش قبور الضحايا السابقين واستبدالهم بضحايا جدد فالمهم لدى الإخوان والحوثيين هو قدرتهم على تحقيق ما يزعمونه التمكين وما يدعون كذبا انه تطبيق لمقاصد الدين وأهدافه..
والحقيقة المرة أن اليمن ودول المنطقة تدفع اليمن ثمنا باهظا للفكر الضال الذي تحمله حركات الإسلام السياسي سنية كانت (الإخوان المسلمون- داعش – القاعدة – طالبان) أو شيعية (الحوثيون – حزب الله – الحشد الشعبي) والتي تتحمل اليوم مسؤولية كل الصراعات والحروب والدمار والقتل وتدمير الدول واستقرارها ومؤسساتها ونهب امكانياتها وثرواتها لصالح فئة عفنة أقل ما يقال بحقها إنها (قرون الشر) و(شياطين العصر).