نجمة الصالح

نجمة الصالح

الحوثي ورسالة متناقضة على "السيكل"

Wednesday 29 January 2020 الساعة 08:57 am

تناقض كبير ظهر به محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي لمليشيات الحوثي، حين ذهب لمقابلة وفد السفراء الأوروبيين في أحد شوارع صنعاء الأسبوع الماضي.

ولا أدري من الذي نصح محمد علي الحوثي بأن يذهب للقاء الوفد الأوروبي وهو يسوق السيكل من أجل يوصل لهم رسالة أن البلاد تعيش في حصار ولا توجد مشتقات نفطية بسبب الحصار المفروض على ميناء الحديدة من قبل دول التحالف، كما تزعم وتدعي مليشيات الحوثي، بينما الميليشيا في الحقيقة من تختلق أزمات وتخفي المشتقات النفطية لتنعش السوق السوداء التي تتحكم بها القيادات الحوثية وتسعى لبيع المشتقات بأسعار مضاعفة لزيادة أرباحها.

كان التعبير رمزيا وجيدا نوعا ما لنقل الصورة التي قصدها محمد علي الحوثي وهي معاناة المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، لكن من نصح محمد علي الحوثي نسي أو تناسى أن ينصحه أيضا كيف ينقل الصورة بالكامل لما تعيشه المناطق التي تحت سيطرتهم من جوع وفقر مدقع؟ فهو ذهب لمقابلتهم بسيكل لكن ايضا ببدلة جديدة باهظة الثمن وقد تصل قيمتها إلى مائة ألف ريال، فكيف بشخص يظهر مرتديا لتلك البدلة الغالية وهو يريد نقل ما تعانيه صنعاء من انعدام المشتقات النفطية وجوع وفقر وانقطاع رواتب لقرابة اربع سنوات ويسعى لتحميل دول التحالف مسؤولية ذلك؟!!

 ألم يكن الأجدر به أن ينقل الصورة بالكامل، ويعبر عن ما تعانيه صنعاء وكل المناطق القابعة تحت سلطة واستبداد وبطش الانقلابيين من كل النواحي؟ أم أنه حرص فقط على التقاط الصورة وهو فوق السيكل بجانب الوفد الأوروبي بعد أن قام بإخفاء أحدث سيارات الصوالين المصفحة تفتح بالبصمة التي تشترى للقيادات الحوثية سنويا ولكل فرد من اسرهم من موارد الدولة المنهوبة من قبلهم!

 محمد علي الحوثي، يعرفه الجميع شخص رث واجعث وغير متعلم وانتقل من مهنة مقوت إلى سفاح يرأس ميليشيات مسلحة تمتهن القتل والنهب والسلب، ولا يعرف ما هي البدلة أو كيف يرتديها، ولا يستطيع ان يخفي وجهه وسجله الإجرامي حتى وان حاول الظهور بتلك النظافة وبتلك البدلة الغالية، ليأتي ليقول للسفراء: نحن في حصار مطبق والمشتقات النفطية منعدمة في صنعاء ؟!

تلك الصورة ذكرتني بنكتة تم تداولها أيام احتفال مليشيات الحوثي بالمولد النبوي عندما جاء مسؤول أوروبي لزيارة صنعاء وشاهد بأم عينيه مظاهر الاحتفال الباذخة والأنوار والأضواء الملونة فقال: إذاً اليمن في خير وليست في مجاعة كما يقال!

فهل هو قصد في الصورة تلك التي ظهر بها نقل رسالة أن صنعاء تعاني من انعدام المشتقات النفطية وأيضا تعيش حياة رفاهية وأمن كبيرين وهو للامس يتهم المنظمات الدولية بسرقة المساعدات الإنسانية التي تقدم لفقراء اليمن فيما المنظمات الدولية تتهم جماعته بذلك وتؤكد أن القيادات الحوثية تسرق اللقمة من أفواه الجياااع!!

وحتى إن حاول إيصال رسالة أن هناك سفنا للمشتقات النفطية يتأخر وصولها إلى ميناء الحديدة فإن ذلك ليس رأفة بالشعب اليمني وإنما لحاجة في نفس يعقوب والهدف من ذلك إطلاق سفن نفطية تابعة لقيادات حوثية تنقل نفطا إيرانيا مجانيا يقدم من طهران دعما للانقلابيين ولمجهودهم الحربي ولتنمية ثرواتهم وتجارتهم ويجنون من وراء ذلك مليارات الريالات شهرياً.

ولذلك قصد التلميح لسفن النفط المحتجزة، دون ذكر سفن الغذاء أو المساعدات الإنسانية والتي لم تخطر بباله كي يعبر عنها لأنها لا تهمهم مثلما لا تعنيهم المجاعة والفقر والأوبئة المتفشية التي تفتك بملايين اليمنيين جراء انقلابهم المسلح حتى أصبح 24 مليون يمني يحتاجون مساعدات منقذة للحياة ومنهم 8 ملايين تفتك بهم المجاعة، بحسب تقارير المنظمات الدولية.