د. عيدروس نصر
أبعاد ودلالات مقتل قاسم الريمي في مأرب
هو شخصية مطلوبة ومطاردة من كل العالم، ويفترض أن اليمن وحكومته الشرعية جزءٌ أصيلٌ من هذا العالم، كشريك في محاربة الإرهاب (كما يشاع).
تعرض الرجل بالأمس للقتل عبر طائرة أمريكية مسيرة، وكما يعلم الجميع، لم يُقتل في إحدى الفلوات النائية ولا في خيمة مموهة وسط الصحراء وبالتأكيد ليس في معسكرات الإرهابيين الحوثيين، بل لقد قُتل في محافظة مأرب العاصمة الفعلية للسلطة (الشرعية).
قاسم الريمي هو زعيم تنظيم القاعدة، ليس فقط في اليمن بل وفي كل دول الخليج والجزيرة ومقتله في هذا الزمان وذاك المكان يحمل العديد من الأبعاد والدلالات والخفايا.
لا يمكن لأي مواطن محترم شمالياً كان أم جنوبياً أن يبتهج بقصف الطيران الأمريكي لأي منطقة يمنية، ويتذكر الدكتور رشاد العليمي وبقية أعضاء مجلس النواب (طويل العمر) تلك المعركة التي خضناها بمعية عشرات النواب والناشطين السياسيين والإعلاميين عندما تعرضت منطقة المعجلة شرقي محافظة ابين لأول ضربة لطائرة أمريكية بدون طيار راح ضحيتها قرابة الخمسين من المواطنين المدنيين الأبرياء معظمهم من النساء والأطفال والعجزة.
يتساءل كثيرون، كيف تكون اليمن شريكةً في الحرب على الإرهاب ولم تكتشف وجود هذا الرجل في هذه المدينة المكشوفة والتي يفاخر بعض الشرعيين بأنها صارت تنافس العواصم الأوروبية في وتيرة النمو والاستقرار والأمان؟؟
من المؤلم أن يتصرف الأمريكان باستهتار وعجرفة وطمأنينة في انتهاك أجواء وأراضي الغير وفعل ما لا يجرؤون على فعله في ارضهم، لكن من لا يحمي منزله من المجرمين يبرر للآخرين الهجوم على منزله، أما من يحمي هؤلاء المجرمين ويتستر عليهم ويمولهم فيعتبر شريكًا في اعمالهم وجزاؤه ينبغي أن يكون مثل جزائهم.
مقتل قاسم الريمي يفتح نافورة الأسئلة المتعددة، لكن حادثة مقتله في مأرب، منطقة الحكومة الشرعية، هذه الحادثة وحدها تضيف قائمة طويلة من الأسئلة المتعلقة بجدية الشرعيين في مكافحة الإرهاب، وما مستقبل التعامل مع (الشرعيين) الذين يأوون ويحمون ويمولون هذه الجماعات الإرهابية، وعن المستقبل المنتظر لشراكة هؤلاء المتسترين على زعماء القاعدة وحمايتهم في الحياة السياسية اليمنية ومستقبل تسوية الصراعات متعددة الأوجه والأقطاب في اليمن.
بقي السؤال الأهم للأشقاء في دول التحالف العربية بقيادة المملكة العربية السعودية وهو:
بعد مقتل هذا الإرهابي بين أحضان حلفائكم (الشرعيين) كم من البراهين ستحتاجون للاقتناع بأن من بين هؤلاء الشركاء من يتبنى الإرهاب والإرهابيين؟ ومتى ستقتنعون بأن جزءًا كبيراً من دعمكم المادي واللوجستي الموجه لليمن يذهب لصالح تلك الجماعات الإرهابية مثلما يذهب جزءٌ آخر لجماعة الحوثي لتقصف به مطاراتكم ومدنكم ومؤسساتكم الاقتصادية وتقتل به مواطنيكم وتهدد به مصالحكم؟
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك