* فيروسّ حجمه لا يرى لا بالعين المجردة ولا بالمجهر الاعتيادي، وربما يصل حجمه إلى أصغر بملايين المرات من حجم ذرة التراب، لكنه قلب الموازين في العالم كله وعطل اقتصادات واغلق بلدان وعطل ملايين المصالح والمؤسسات وتلك هي قصة صراع البشرية مع من لا يُرَى من الأعداء، فبفضل تفاهته، تفوق هذا الكائن التافه على العالم العملاق.* الملفت للنظر أن البلدان المتقدمة هي الأعلى في أرقام الإصابات والوفيات، كالصين وألمانيا وفرنسا وطبعا امريكا وإيطاليا وبلجيكا وغيرها مضاف إليها إيران التي لا يمكن اعتبارها بلدا متخلفاً.* البلدان المتخلفة لا تذكر عند الحديث عن الكورونا، ليس لأنها خالية من الفيروس، بل لأنها خالية من الحكومات وبالتالي من مراكز الرصد والمتابعة والفحص، دعك من الرعاية الصحية، لكن احتمال ندرة الإصابات وارد لأن هذه البلدان هي معزولة عن العالم بصورة تلقائية وهو ما يقلل من احتمالية تعرضها للعدوى.* اليمن لم تكن غائبة عن المشهد الكوروني، فمنفذ الوديعة لوحده قد بادر لفحص القادمين من السعودية، وتبادل ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي أن الفحص يتم عن طريق ثرمومتر رقمي اعتيادي يوجد في معظم المنازل، وكل ما يفعله هو قياس درجة الحرارة، لكن حمران العيون (يلهفون) من كل مسافر 200 ريال سعودي مقابل هذا اللاشيء. * هذا الأمر يعني أن الاستثمار متواصل، في الحرب وفي السلم، في الصحة وفي المرض، في الغذاء وفي الدواء، في المشروع وفي الممنوع وأخيراً في الكورونا.* أطرف ما في الأمر ان أحد المهووسين اليمنيين اعلن عن إنتاجه لعلاج جاهز يقضي على هذا الفيروس، لكن ييدو أن هذا العلاج لا يختلف عن علاج الإيدز والسكر وغيره مما لا يزال ينتظر الحصول على براءة اختراع، لوقت قد يدوم عشرات السنين،... والمهم أن اليمنيين صاروا ينافسون الدول العظمى في هذه اللحظات العصيبة ويسبقون ارقى الجامعات وأحدث المراكز البحثية في تهديد هذا الفيروس المرعب التافه ويوقفونه عند الحدود، أما لو انتشر الفيروس وهو احتمال وارد، فإن الكارثة ستحل،... ونسأل الله السلامة.* بعيداً عن الطلاسم التشكيكية والمقاربات الميتافيزيقية، ونظرية المؤامرة، فإن هذا الفيروس وما اثاره من هلع وما أظهره من عجز ولو مؤقت يبين لنا أن ما عرفته البشرية -التي غزت الكواكب واخترعت عالماً افتراضياً موازيا لعالمنا الواقعي، وأنتجت الطاقة النووية، وتغلبت على أكبر التعقيدات وابتكرت المعجزات- أن ما عرفته عن نفسها وعن هذا العالم ومجاهيله ما يزال ضئيلاً وضئيلاً جداً، وأن أمام العقل البشري تحديات كبيرة عليه أن يعد نفسه للتغلب عليها مصداقاً لقوله تعالى: "وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً".* سيتصارع العالم مع هذه التافه المرعب، وسيتغلب عليه في نهاية الأمر، بثمن قد يكون باهظاً، لكن هل ستكون هذه آخر الأزمات الكارثية التي تهدد البشرية؟ لا أظن ذلك، "والله يعلم وأنتم لا تعلمون".*من صفحة الكاتب على الفيس بوك
تعليق واحد
* فيروسّ حجمه لا يرى لا بالعين المجردة ولا بالمجهر الاعتيادي، وربما يصل حجمه إلى أصغر بملايين المرات من حجم ذرة التراب، لكنه قلب الموازين في العالم كله وعطل اقتصادات واغلق بلدان وعطل ملايين المصالح والمؤسسات وتلك هي قصة صراع البشرية مع من لا يُرَى من الأعداء، فبفضل تفاهته، تفوق هذا الكائن التافه على العالم العملاق.
* الملفت للنظر أن البلدان المتقدمة هي الأعلى في أرقام الإصابات والوفيات، كالصين وألمانيا وفرنسا وطبعا امريكا وإيطاليا وبلجيكا وغيرها مضاف إليها إيران التي لا يمكن اعتبارها بلدا متخلفاً.
* البلدان المتخلفة لا تذكر عند الحديث عن الكورونا، ليس لأنها خالية من الفيروس، بل لأنها خالية من الحكومات وبالتالي من مراكز الرصد والمتابعة والفحص، دعك من الرعاية الصحية، لكن احتمال ندرة الإصابات وارد لأن هذه البلدان هي معزولة عن العالم بصورة تلقائية وهو ما يقلل من احتمالية تعرضها للعدوى.
* اليمن لم تكن غائبة عن المشهد الكوروني، فمنفذ الوديعة لوحده قد بادر لفحص القادمين من السعودية، وتبادل ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي أن الفحص يتم عن طريق ثرمومتر رقمي اعتيادي يوجد في معظم المنازل، وكل ما يفعله هو قياس درجة الحرارة، لكن حمران العيون (يلهفون) من كل مسافر 200 ريال سعودي مقابل هذا اللاشيء.
* هذا الأمر يعني أن الاستثمار متواصل، في الحرب وفي السلم، في الصحة وفي المرض، في الغذاء وفي الدواء، في المشروع وفي الممنوع وأخيراً في الكورونا.
* أطرف ما في الأمر ان أحد المهووسين اليمنيين اعلن عن إنتاجه لعلاج جاهز يقضي على هذا الفيروس، لكن ييدو أن هذا العلاج لا يختلف عن علاج الإيدز والسكر وغيره مما لا يزال ينتظر الحصول على براءة اختراع، لوقت قد يدوم عشرات السنين،... والمهم أن اليمنيين صاروا ينافسون الدول العظمى في هذه اللحظات العصيبة ويسبقون ارقى الجامعات وأحدث المراكز البحثية في تهديد هذا الفيروس المرعب التافه ويوقفونه عند الحدود، أما لو انتشر الفيروس وهو احتمال وارد، فإن الكارثة ستحل،... ونسأل الله السلامة.
* بعيداً عن الطلاسم التشكيكية والمقاربات الميتافيزيقية، ونظرية المؤامرة، فإن هذا الفيروس وما اثاره من هلع وما أظهره من عجز ولو مؤقت يبين لنا أن ما عرفته البشرية -التي غزت الكواكب واخترعت عالماً افتراضياً موازيا لعالمنا الواقعي، وأنتجت الطاقة النووية، وتغلبت على أكبر التعقيدات وابتكرت المعجزات- أن ما عرفته عن نفسها وعن هذا العالم ومجاهيله ما يزال ضئيلاً وضئيلاً جداً، وأن أمام العقل البشري تحديات كبيرة عليه أن يعد نفسه للتغلب عليها مصداقاً لقوله تعالى: "وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً".
* سيتصارع العالم مع هذه التافه المرعب، وسيتغلب عليه في نهاية الأمر، بثمن قد يكون باهظاً، لكن هل ستكون هذه آخر الأزمات الكارثية التي تهدد البشرية؟
لا أظن ذلك، "والله يعلم وأنتم لا تعلمون".
*من صفحة الكاتب على الفيس بوك