هي تجربة شخصية ولست مولعاً بالحديث عن تجاربي الشخصية إلا ما كان منها مفيدا للمتابعين الكرام، بيد إنني أجيب هنا على تساؤلات بعض الزملاء عن سبب غيابي خلال الاسبوع الماضي.
يقول المتخصصون أن أكثر الناس تضرراً من التعرض لفيروس كورونا هم المسنون وضعيفو المناعة وتلك مسألة بديهية فبلا مناعة يمكن التعرض للموت من الزكام أو السعال أو أي عدوى طفيلية (مايكروبية او فايروسية)، لكنني لست فقط ضعيف المناعة بل إنني بدون مناعة كلية، فبعد عملية زراعة الكلية صرت أشرب يوميا أربعة ادوية مانعة للمناعة، منها نوع أشرب منه جرعتين صباحا ومثلها مساءً وهو ما يجعل من هم أمثالي في مقدمة المهددين بخطر التضرر الفائق.
يوم الجمعة 13 مارس كنت أسأل المدرسين في مدرسة ووكلي حيثما يتعلم ابناي محمد ومهند، عما إذا كانت لديهم أية توجيهات بأي إجراءات، فكان الرد أن لا توجيهات وأعرف أن بريطانيا هي من الدول بطيئة التفاعل مع المتغيرات، ولذلك قررت أن أبدأ حجراً منزلياً طوعياً علي وعلى أفراد الأسرة بعد أن سمعت السيد جونسون وهو يبشرنا بفقدان الكثيرين ممن نحب.
وكأن كورونا تمتلك فريق صناعة المؤامرات فقد تعطل جهاز التلفيزيون وعطب علي جهازا كمبيوتر ولم يبق لنا في المنزل إلا أجهزة الهاتف للتواصل والانترنت والخدمة التلفيزيونية.
وعموماً كانت العزيزة أم محمد قد تطوعت بشراء بعض الاحتياجات الضرورية، والغذائية على وجه الخصوص لما يكفي لأسبوعين أو ثلاثة مع التسلل قليلاً من الأحيان بشراء الضروريات الطارئة.
ليس من السهل أن تعيش حجراً صحياً منزلياً، لكن عندما يكون البديل هو خطر فقدان الحياة فإن تقييد الحرية لبعض الوقت وابتكار بدائل لهذه الحرية، يكون أمراً هيناً يمكن التعايش معه لأي فترة ضرورية.
تناولت أعلاه تجربتي الشخصية مع الحجر المنزلي الطوعي.
وقد هدفت من المنشور إيصال رسالة لكل المتابعين وبالذات لأهلنا في الداخل، أنه بإمكان كل فرد ان يحمي نفسه بنفسه من هذا الوباء الخطير والاستغناء عن الدولة والوزارة اللتين قد يكون لديهما ما هو أعقد وأهم من متابعة كل شخص بمفرده.
* وأود الإشارة إلى ان الحجر الصحي منزليا كان أو حكوميا، لا يعني الاعتقال او السجن، بل هو خدمة لك كمستهدف، وإجراء هدفه حمايتك من الخطر المهلك، فبادر به بنفسك ولا تنتظره من سواك.
* الحجر وسيلة ناجعة ومؤكدة وموثوق بها لحمايتك من الوقوع في فخ كورونا اللعين، وهو لا يغني عن أساليب الوقاية الأخرى كالنظافة وغسل اليدين واستخدام الكمامة والجلفز التي قد لا تكون متوفرة لدى الجميع، مع تجنب لمس الفم والأنف والعينين.
* إن أساليب الحجر المنزلي متبعة في أرقى بلدان العالم، حيث الحكومات القوية والانظمة الصحية المتقدمة، فما بالنا ببلد مثل اليمن ليس فيه حكومة ولا وزارة صحة، دعوكم من النظام الصحي والرعاية والوقاية التي تمثل حلماً بعيد المنال.
* الخطر جدي لأن العدو المتخفي وغير المرئي يمكن ان ينتظرك انت وأطفالك وأسرتك عند باب منزلك أو في يدي ونفس أي إنسان تخالطه حتى لو كان صديقاً أو حبيباً.
* الاختلاط خطر وخطر جاد لا يعرف المزاح، فلنقلل من أسبابه ولنبق في منازلنا طوال الوقت حتى تنجلي الأزمة بعون الله.
* وعندما نضطر إلى الخروج والاختلاط علينا أن نتخذ إجراءات الوقاية القصوى المعروفة التي تحدث عنها كل الأطباء وكل القنوات الفضائية.
* ليس عيبا أن نبالغ في التحوط والحذر فأنت إذا ما بالغت في التحوط والإفراط فيه فلن تخسر شيئاً، لكنك إذا ما بالغت في التفريط والتجاهل قد تخسر وقد تكون الخسارة كارثية.
حمى الله الجميع من كل مكروه ولكم صادق تمنياتي..
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك