رهينة الغربتين

رهينة الغربتين

تابعنى على

أرصفة الأحزان ومحطات الانتظار

Thursday 09 April 2020 الساعة 07:54 am

كم مضى وقت وأنا انتظرك على أرصفة الأحزان. هل تدرك كم من سكرات عشق أُغالبها وفاءً لك واستعصاماََ بعهد قطعته إليك، وكم خضبت دموعي أوراقي المتناثرة التي أجمع بها أشتاتي؟

وكم من ليل طويل مرَ بي وحيدة، اشتاق همسة عابرة أجفف بها لظى البعد الذي استطال؟

وكم من عتب قالته أمي لي؟

متى يا ابنتي تسعدين قلبي قبل ممات؟ فألطف قلبها بعسى أن يكون قريباً.

كيف أستطيع إقناعك أني لا أريد من الحب أكثر من وجودك.

وشيء من شطيرة خبز أو "مقصقص" عدن.

ووردة من بستان الحسيني وشربة ماء من فمك إذا جفت الأنهار.

لماذا كل هذا العقاب الكثيف ولما هذا الصمت البليد المطبق الذي لا أستحقه والبرود الذي لا أطيق؟

إلى كم أقاوم زحوف المتربصين ونظرات العابرين وهمسات المرجفين.

وإلى كم أستنسخ الصبر وانضد السلوان.

ألم أجدك فقير الوجدان فأغنيتك بنهر حبي الغازر.

ألم أجدك خاوي الوفاض من حنان فقدته جاف الفؤاد..

فأحييتك وصنعتك على عيني.

واصطفيتك لنفسي رغم كل الزحام.

ونفخت فيك من روحي.

وكدت أقول "هيت لك".

بقلب واثق ماطر وفؤاد جانح دافئ.

أيها الحبيب الذي في منتصف كل شيء.

أسألك بعزتي وعفتي التي أنت بها آمنت وتيقنت..

وبسؤالك لي ذات نبض،

هل ستتركيني يوما؟

فقلت لك.. "ما في الجبة إلا أنت".

أسألك بذلك كله وبكل عهد قطعناه وعهد.

أن تخبرني دون ختل ورواغ،

إلى متى سيطول انتظارك؟

ومتى ترسو سفنك

في عدن أو في المكلا؟

ومتى أشتم منك بستان الحسيني عابقاََ ورداََ وفلاً؟