عمار علي هادي

عمار علي هادي

ما هي الجدونة؟

Thursday 09 April 2020 الساعة 04:53 pm

الجدونة موروث شعبي أصيل من العادات والتقاليد التي دأب عليها أهل المخا منذ نحو قرنين من الزمان، أي ما يعادل مائتي عام، وهي الاحتفال بالنصف من شعبان وما يرافق هذا الإحتفال من إطعام الطعام ولبس الثياب الجديدة وعمل الموالد لذكر الرسول وآل البيت والأناشيد الدينية والاهازيج الشعبية من الأطفال الذين لا ينامون في تلك الليلة فرحانين، متأملين الهدايا والحلويات والمكسرات والسكاكر التي يغمرهم بها الأهالي والأمهات الرائعات اللاتي يقمن بإعداد كل هذا بمنتهى السعادة، والآباء الذين يشترون الثياب لأولادهم قبل حلول هذه المناسبة.

إنه يوم فرح ويوم سباق بالنسبة للأطفال من الذي يملأ كيسه بالأول، ومن هي ست البيت الكريمة التي يتسابق الأطفال إليها ليشكروها بطريقتهم، ومن هي العروسة التي يتسابق لها الأطفال فإن هبتها تكون جزيلة.

لقد أرسى يوم الفرح هذا علي هادي الأكبر منذ أجيال فقد كان من علية القوم في المجتمع المخاوي القديم، شخصية اجتماعية مؤثرة وكريمة وسخية وكان الجميع يطلب عطاياه في هذا اليوم، فإنه البيت الوحيد الذي يعطي الصغير والكبير ويقيم الولائم ويفكر بكرمه الصغير والكبير من أهل المخا.. لذلك كان الجميع ينشدون له ويطلبون عطاياه، مرددين جدونة وبيت علي هادي، حدوته والفل والكادي.

لقد أهدى أجيالا يوما من الفرح في حين أن رؤساء وملوكا لا يهدون البشر الا الوجع والحزن.. رحم الله علي هادي، لقد اهدى أهل المخا يوما من الفرح فأهدته المخا تقديرا وعرفانا لسنين طويلة، فإن المعروف لا يكون أبدا وحافظوا على يومه في زمن الحرب وزمن كورونا وفي كل زمن لا بد للفرح
والأمل والخير.