وكأن الذين يحكمون شبوة لا يروق لهم الحال إلا باستبدال معتقل بمعتقل آخر، وكأنهم لا يهنأون ولا يطيب لهم العيش إلا بوجود معتقلين سياسيين ممن يحاربون الإرهاب ويقاومون المشروع الانقلابي الإيراني ويتصدون للجماعات الإرهابية في المحافظة.
حكام شبوة لم يعتقلوا عناصر القاعدة وداعش الذين يسرحون ويمرحون في عدة مناطق وعلى مسمع ومرأى من فيالق الجيش ومليشيات الأحزاب، بل إنهم يعتقلون الناشطين المدنيين ليبرهنوا أنهم غير معنيين لا بمحاربة الإرهاب ولا بالتصدي للانقلاب والانقلابيين كما يزعمون، فقد جرى اعتقال الناشط السياسي ورئيس المجلس الانتقالي في المحافظة الشيخ علي السليماني، وهو الشخصية المتوازنة وذات السمعة الممتازة في عموم مديريات المحافظة، بعيد عودته من توديع الأسرى الذين اختطفتهم سلطات شبوة وداعموها منذ 7 أشهر على طريقة عمل العصابات المسلحة، والذين أفرج عنهم من سجون شبوة يوم أمس وبينهم نائب مدير أمن لحج أبو سام اليافعي.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل فرغت سلطات شبوة من جميع مهماتها؟ هل أكملت الاستعداد لمواجهة جائحة كورونا المتوقع انتشارها في كل البلاد؟ وهل اجتثت الإرهاب والإرهابيين؟ وهل انتهت من صراعها مع الحوثيين الذين ما يزالون يسيطرون على عدد من مناطق المحافظة ويهددون مناطق أخرى؟ وهل؟ وهل؟ وهل؟ حتى تتفرغ لملاحقة ناشطي المجلس الانتقالي وشركائها في الحرب المفترضة مع العدو المدعوم من إيران؟ أم أن هذا العمل الأرعن يأتي بالتنسيق مع الجماعة الانقلابية التي تشن حملاتها على الضالع ولودر والصبيحة مثلما على تعز ومأرب والجوف والبيضاء.
اعتقال السليماني فضيحة قانونية وسياسية وأخلاقية لمحافظ شبوة على وجه الخصوص ولجميع المتحكمين في حياة أبناء شبوة الذين شردوا من ديارهم في صرواح وخولان ومأرب وتركوها للحوثيين وجاءوا لينتقموا من أبناء شبوة وكل الجنوب معتقدين أن هذه اللعبة ستمر بدون تبعات.
اخجلوا قليلاً يا هؤلاء، وأفرجوا عن الشيخ السليماني، ولا تكرروها إن كنتم ما تزالون تعتقدون أن هناك من يفترض أن يحترمكم وأنتم تصرون على شطب هذ الافتراض من جدول اهتماماتكم.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك