أياً كانت التأويلات لأسباب تحريك المياه الآسنة في مسار انتهاء الحرب، فإن المطلوب من كل من يرغب في إنهاء حرب السنوات الخمس (حتى الآن) أن يبذل كل الجهد لدعم كل القرارات التي تم اتخاذها والضغط على الجميع لتطبيقها على الأرض.
قرار الحكومة اليمنية قبل أقل من أسبوعين بالموافقة على نداء الأمين العام للأمم المتحدة لوقف الحروب في المنطقة، سبقته قبل أسابيع مبادرة أطلقها رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط في نفس المسار، وأمس كانت تغريدات الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي هي الأكثر وضوحا التي تمنح اليمنيين ضوء في نهاية نفق كالح الظلمة، واهم ما فيها كانت الدعوة السعودية للجلوس مع الأطراف اليمنية والبحث في سبل جعل هذه الهدنة وقفا نهائيا ومستداما ثم الانطلاق نحو التسوية السياسية الشاملة.
القلق الذي تبديه القوى المؤيدة تجاه عدم التزام جماعة أنصار الله (الحوثية) بأي اتفاقات سابقة يجد له سندا عند هؤلاء وفي ذاكرة اليمنيين منذ (اتفاق السلم والشراكة الوطنية) الموقع في 21 سبتمبر 2014.. ثم وُجهت اليهم اتهامات متكررة بخرق هدن سابقة تبادلت الأطراف الاتهامات حول المتسبب في خرقها.
هل ستمنح هذه الهدنة فرصة جديدة للمبعوث الاممي ليقنع الأطراف بحيوية تثبيت الهدنة؟
هل توصلت الأطراف اليمنية وداعموها الي يقين ان هذه الحرب لا يمكن ان تنتهي بمنتصر وان الكل سيخرج منها منهزما مدمرا منهكا؟
هل وصلت كل الأطراف الى الاقتناع بأن المنطقة تمر بحالة من الاضطراب تهدد حاضرها وستحطم مستقبلها وستحيل أحلام التنمية فيها صفرا؟
أنا من الذين يعتقدون حد اليقين ان إمكانية التوصل الى سلام مستدام يؤسس لاستقرار تلتفت معه المنطقة الى المستقبل ممكن وقابل للحدوث، وان متطلباته حاضرة في الاذهان:
القبول بالآخر المختلف والتعايش معه وعدم طغيان أي فئة او قبيلة او مذهب او منطقة على أخرى.. وان يكون هدف الجميع هو امن وسلامة الجميع.
ان تصور السلاح وسيلة لإخضاع المجتمع قد ينجح لفترة قصيرة لكنه لا محالة ينقلب على حامله ويتحول اغلب المجتمع ضده وضد أهدافه.
اليوم الدعوة مفتوحة للاستجابة الى نداء الأمين العام للأمم المتحدة والبيان الذي أصدرته قيادة التحالف وأيضا التعامل بعقل وهدوء بعيدا عن الشطط مع تغريدات وزير الدفاع السعودي، وهي سانحة من اجل اليمن حاضرا ومستقبلا يجب على الجميع ان يندمج في خطواتها دون شروط مسبقة غير حب الوطن بكل ارجائه وحب الناس بكل مشاربهم وطوائفهم وانتماءاتهم الفكرية.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك