منذ اليوم الأول للانقلاب وحزب الإصلاح يرسم خططه ويجير دعم التحالف لبناء قوته الخاصة لمهاجمة المحافظات الجنوبية، وليس لاستعادة الدولة التي تركوها للحوثي وورثوها له بسوء إدارتهم وفشلهم وفسادهم، وانشغالهم ومعهم الرئيس هادي في إقصاء رجال الدولة وصب جام حقدهم ضد كل ما له صلة بصالح، لعل ذلك يشفي غليل صدورهم ويغطي على حالة الضعف والفشل الذي يلازمهم منذ البداية.
بالأمس القريب سلم الإصلاح للحوثيين نهم والجوف وتآمر على الألوية العسكرية في كتاف وآل بو جبارة، وحول المعركة نحو المحافظات الجنوبية بدلاً من التقدم إلى العاصمة التي هي الهدف الأول لأي "حكومة أو سلطة" طردت منها رغم أن الحقيقة تفيد بأنهم -الإصلاح وهادي- لم يطردوا منها بل سلموها وفروا منها جبناء ليظهروا قوتهم وعنتريتهم في مارب ويمارسوا انفلاتهم في تعز، ويصرخوا باسم "الوحدة" زوراً وبهتاناً ليهاجموا الجنوب ويعيدوا نهب مقدراته وجعلها مصدر دخل خاص بالجنرال العجوز علي محسن والتاجر الفاسد حميد الأحمر اللذين يملكان آبارا ومناجم في حضرموت وشبوة، ولهذا تتحرك القطعان.
يحشد الإصلاح مليشياته في شقرة، ومنذ اليوم الأول لتوقيع اتفاق الرياض وهم يتهربون من تنفيذه، وعبر جيشهم الإعلامي وقناة الجزيرة ذهبوا لشيطنة المجلس الانتقالي، وبمزاجية مضحكة يفسرون بنود الاتفاق كما يريدون وينتقون ما يريدونه وفي صالحهم وغير ذلك لا يلزمهم، وهذا هو نفس النهج الحوثي ولعله ديدن جماعات الإسلام السياسي، وبرغم تحذيرات الامم المتحدة ورفض التحالف لتحركات جيش الإصلاح ولغتهم التحريضية إلا انهم على ما يبدو ماضون في ارتكاب جريمتهم، لا رادع لهم تجاه ذلك فهم الشرعية والشرعية هم، وما أراده علي محسن هو ما سيقومون به، متكئين في ذلك على تفاهمات قطرية ايرانية ودعم حوثي للإصلاح نحو هذه المغامرة التي ألحق به -أي الحوثي- شر هزيمة في 2015، وما زال ابناء الضالع يلقنونه ومليشياته دروسا في الفداء حتى اليوم في الفاخر وغيرها من جبهات الضالع.
إلى حد الساعة يواجه المجلس الانتقالي شطحات الإصلاح بالصبر والتروي، وبلغة هادئة يرد على تهديدهم ووعيدهم، ولم ينجر في معركة إعلامية ضدهم، لسبب بسيط وهو ان المجلس الانتقالي وأبناء الجنوب يدركون بأن الإعلام المفتري والتدليس والتلفيق هو ميدان الإصلاح الوحيد، اما هم وكل معارض لمشاريع الإخوان فيعرفون ان ميدانهم هو الأرض وردهم هو السحق لاي مغامرة أو محاولة متهورة لإعادة طغمة الفيد والنهب للجنوب، فالأبطال وهبوا ارواحهم فداء للوطن ودفاعاً عنه ضد تطرف وفساد الإخوانج ورفضاً تاماً لمخططات الدوحة وانقرة، فمن فشل في الوصول لصنعاء رغم عسكرته 4 سنوات في نهم لن يفلح في دخول عدن.