د. صادق القاضي
خالد الرويشان.. من خارج دائرة التحيزات
عندما كان وزيراً للثقافة، رفض الأستاذ "خالد الرويشان" طباعة ديواني الشعري، ضمن مطبوعات "صنعاء عاصمة للثقافة العربية".2004. بحجة أن بعض النصوص تتضمن عبارات تنتهك المحظورات السياسية والدينية.!
لم أكن أصلاً متحمساً لطباعة الديوان، هي فكرة ومبادرة بعض الأصدقاء، وفي كل حال فقد تم رفض الطباعة بعد أن رفضت تعديل أو حذف العبارات والمقاطع ذات العلاقة بالتابوهات.
كانت حرية التفكير والتعبير مقموعة دائماً في اليمن، لكن لا يمكن مقارنة ما كانت عليه أيام الأستاذ القدير خالد الرويشان. بما يحدث لها اليوم ومنذ سنوات، في ظل الجماعات الدينية المسلحة.
كمسألة شخصية، تحسست قليلا حينها، لكني لم أحقد على الرويشان أبداً، وفي المقابل لم يعجبني يوماً، وله عموماً الكثير من الخصوم والمعجبين.
لكن حرية الرأي ليست مسألة شخصية. عندما علمت باعتقال الرجل شعرت بتعاطف جارف معه، كضحية للقمع، وكرمز له علاقة بالحرية النسبية التي يتم تجريفها حتى العظم.
ليس من الضروري أن نكره أولئك الذين لا نحبهم، ولا أن نربط التضامن مع الضحايا بالعواطف والعلاقات والانطباعات الشخصية، أو ننظر لقضايا الحريات من داخل دائرة التحيزات.
عندما يتعلق الأمر بالحرية والكرامة الإنسانية، من الجريمة أن نقبل أو نتغاضى عن انتهاك حقوق إنسان لمجرد أنه يفكر ويعبر بطريقة لا تروقنا.
أو بتعبير فولتير:
قد أختلف معك بالرأي ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمنا لحقك في التعبير عن رأيك.
الحرية للكاتب والمثقف الكبير خالد الرويشان، ولكل سجناء الرأي في معتقلات سلطات الأمر الواقع على امتداد اليمن.