لم أكن أتوقع أن ذراري "الإخوان" الإصلاحيين سيظلون متمسكين بعقلياتهم التبريرية الواهية للفشل الذريع الذي تتفنن فيه جماعتهم رغم تدثرها بالشرعية وتمكينها لكل كوادرها وأتباعها من مفاصل الدولة عسكرياً وسياسياً وإعلامياً واستحواذهم على الثروة النفطية والغازية وتجييرها لحساب قادتهم ومشروعهم الخاص، ونحن نعيش هذا الواقع المزري أو على الأقل والعالم يعاني من جائحة كورونا المميتة، والتي تفرض على الجميع مراجعة مواقفه كون الموت أقرب وأسرع، ومخزياً أن يقابلوا الله وهم في غيهم وكذبهم وتدليسهم.
ما كنت أتوقع أبداً أن يصل تفسيرهم لفشلهم وخياناتهم وغدرهم بالشعب والدولة اليمنية وتسليمهم لشريكهم في الساحات "الحوثيين" وابتزازهم للتحالف وخديعته بأن يستعملوا مصطلح "الحرب خدعة" عندما نسأل بعضا ممن يقولون إنهم "كُتّاب، مثقفين، ناشطين" إصلاحيين عن سر العداء والافتراء والتشفي تجاه دولة الإمارات، ودورها في اليمن خصوصاً وأنهم رحبوا في البداية بتدخلها وطلبوا عونها كي تعود ما يسمونها "الشرعية"، إلا أن الرد شبه موحد لدى أغلبهم وهو استعمالهم حديث "الحرب خدعة"؟!!
الحقيقة أن الخدعة والخديعة (الإصلاحية) وتعد صلب تعاملهم وأدبياتهم الفكرية، لكي يبرر البهلوانيات الثعلبية لحزبهم في الشرعية، الحزب الذي يتحكم في كل شيء ولكنه يريد في نفس الوقت أن يتنصل عن التزاماته وواجباته كـ"دولة فعلية"، يريد أن يتحالف مع التحالف والأحزاب أخرى لكي يبقى هو المتحكم في الشرعية ولكنه لا يريد أن يحاسب ويتحمل تبعات فشل هذه الحكومة والشرعية برمتها.
يريد أن يمرر جميع السياسات اللا مقبولة حتى يبقى منفرداً بالقرار ولكنه لا يريد أن يسجل عليه ذلك، بل يبذل قصارى جهده ليبدو (ضحية) متآمرا عليه، يريد أن يتظاهر بالحداثة والتسامح والانفتاح والاجتهاد والوحدة والوطنية، وفي نفس الوقت يعمل على تقويض مؤسسات الدولة بخلق المليشيات ورعاية المتطرفين، وممارسة الإقصاء والتهميش والإرهاب، ويتفنن في مناهضة الحريات والمساواة وحقوق الإنسان وكل الأسس القيمية للحداثة وللدولة باسم (قدمنا تضحيات) واحنا الشرعية.
يريد الإصلاح كحزب وأفراد بأن يتظاهر بأنه مدني لا يقترب من الحقل الديني، رغم أنهم أكثر من تاجروا بالدين وجعلوا الصلاح والفلاح محتكرا من قبل "المرشد" وباسم الجماعة فقط، وباستخدامه اختراقوا المؤسسات لعرقلة سياسة الدولة ومرروا معتقداتهم "الإخوانية" المضادة لالتزامات الدولة، وللمنطق وللواقع ولمتطلبات المستقبل الذي جعلوه حالك السواد، حزب بألف قناع وبألف هوية، لكنه ينادي بـ"الشفافية"، يبتسم للآخرين ما دام بحاجتهم لتبييض أعماله المخزية، ولكنه يضمر حكمه اليقين بأنهم "كفار" يستعمل ضدّهم "الخدعة الحلال"، ويمارس خلف ظهورهم كل أنواع الكولسة والخداع والتلصص، ثم يعتقد أنه يكفي أن يستعمل حديثا من البخاري أو آية قرآنية لغسل كل آثامه.
يمثل هذا الحزب عقلية "الإخوان" و"أخلاقهم"، وهي عقلية تقوم على المبدأ الانتهازي "الغاية تبرر الوسيلة"، ثم بعد ذلك كله يعتبر نفسه ـ ويا للوقاحة ! ـ حزبا جاء لـ"تدمير القيم والفطرة السليمة والحياة بشكل عام".