عادل البرطي

عادل البرطي

تابعنى على

أفلا تكفرون

Sunday 10 May 2020 الساعة 11:37 am

لا يختلف اثنان على أن المليشيا أياً كانت ومن أي اتجاه أتت هي داء وسرطان وأداة هدم للدولة وإن ادعت الحق الإلهي في التكوين والمنشأ. 

هي متعددة الأوجه والأشكال، وقد تأتي بصور عدة وطرائق مختلفة.

 فمثلا مليشيا قد تأتي بنكهة يسارية كمليشيا الخمير الحمر التي تدثرت باليسار الا انها كانت اداة هدم للدولة واداة مثلى لنشر المآسي والموت وسط الشعب الكمبودي العظيم. 

كذلك كانت مليشيا الهاجانا العنصرية التي ابادت مئات الالاف من الشعب الفلسطيني وهجرتهم من اراضيهم لتستوطن عصابات بولندا المجرمة في قلب الوطن العربي.

اليوم نحن كشعب يمني ابتلانا الله بنفس هذه المليشيا الا ان لبوسها الهيا تتلقى اوامرها من الله عبر رسل العصر الحديث مرشد قم خامنئي ومرشد المقطم بديع لتنتهج ايضا المذهبية سبيلا لجر قطعانها للقتال دون هدف غير الاتجار بدماء اليمنيين واقواتهم وارزاقهم التي اصبحت بقدرة قادر وبين ليلة وضحاها في ايدي زعماء هذه المليشيا الالهية سيئة الصيت.

انا هنا اتكلم عن المليشيا في وطني اليمن وهي من نفس الطين القذر ومن نفس الايديولوجية النتنة مع اختلاف طفيف في نكهة المذهب وصنمية المرشد وهي المتقاتلة على الارض اليمنية لخدمة دول اقليمية عمالة ولمبدأ التربح بالارواح خيانة.

كلا المليشيا في اليمن سواء الحوثية الكهنوتية المنبطحة لمرشد قم خامنئي أو مليشيا الإخوان المسلمين الرجعية الارهابية اداة ويد مرشد المقطم بديع هي ادوات قتل وارهاب دون ادنى فرق بينهما الا في الطريقة والكيفية، الا ان هناك تمايزا بين كل من هذه المليشيا لاعتبارات قد تكون من باب الهدف المرسوم أو من خلال الحاضن المحيط لهم وطبعا في الجانب الاخلاقي، وهذا ما اردت ان اوضحه هنا.

الكثير من متابعي كتاباتي وفي احاديث كثيرة كانت ملاحظاتهم ان كتاباتي تستهدف مليشيا الإصلاح (إخوان اليمن) اكثر مما تستهدف المليشيا الحوثية مع اتفاقهم في مضمون النقد الذي اكتبه وصدقيته، بل ان هناك من اتهمني بالعمل مع مليشيا الحوثي دون وعي، وهنا سأحاول ان ابدي أو اعلل لهؤلاء المحبين والمتابعين بعضا من فروقات لاحظتها من خلال مناهضتي لهذه المليشيا ولماذا قد اناهض احداهما اكثر من الأخرى.

لنتفق اولا ان كلا المليشيا الحوثية أو الإخوانية اداة قتل وهدم وطن وهذا ما لا جدال فيه ولا مناص من الايمان به حقا وفعلا كونه عقيدة ثابتة غير قابلة للمحاورة، لكن لنقيم التمايز الذي ادعيه بين مليشيا واخرى وهو تمايز جوهري في نظري لانه يتعلق بالجانب الاخلاقي القيمي المجتمعي لكل مليشيا على حدة لنعش واقع المأساة.

المليشيا الحوثية كان لي شرف مقاومتها منذ البداية وتحديدا بعد بدء توسعها في محافظة عمران ووصولها إلى صنعاء ومن ثم انقلابها على الشرعية ومخرجات الحوار حيث مارست في مقاومتها كل طرق المقاومة المتاحة لي بدءاً من القلم والكتابات في وسائل التواصل الاجتماعي والمظاهرات المناوئة لهم ثم بنشر تحركاتهم وسكناتهم للمقاومة والجيش الوطني عند نزولهم عدن، مرورا بمقاومتهم بالسلاح والكمائن مع مجموعة من الرفاق الذين ما زال بعضهم إلى الآن اسيرا وبعضهم قد تم خروجه من الاسر، ومنهم ابني الاكبر، ثم إلى المواجهة في المعارك التي تشرفت انا ورفاقي بان يكون لنا شرف القتال بجوار القائد الشهيد عميد ركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع شرعية وما زلنا على العهد نقاتل بالبندقية والقلم والذي اشبع هذه المليشيا جروحا كانت طلقات قلمي اشد فتكا من طلقات بندقيتي، الا ان هذه المليشيا ونظرا للمنشأ في مجتمع قبلي محافظ كان لهم ان يتحلوا ببعض اخلاق فارقوا بعضا منها بعد برهة من الزمن وما زالوا متمسكين ببعضها إلى الآن.

فبرغم كل ما سبق ومناهضتي الشديدة لهذه المليشيا الكهنوتية الا انهم لم الاحظ قيامهم بالسب والشتم علي حتى في تعليقاتهم على منشوراتي، بل كانوا يحاولون ان تبدو ردودهم كيسة ويفتعلون الخلق في كل رد أو منشور يتناول الخصوم وما زالوا إلى اليوم قد يكونون يتصنعون الخلق لكنهم يجيدون التصنع بعكس مليشيا الإخوان التي تفتقد للاخلاق وخاصة كتائب اعلامهم التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي والتي ما ان تنتقد هذه المليشيا الا ويهاجم صفحتك قطعانهم لسبك بمختلف انواع الشتائم والموبقات وستشاهدون ذلك في صفحة الاخ احمد سعيد الوافي الذي وان حمد الله بمنشور دخل سفهاؤهم لوسعه سبا وقدحا..

فان لم يستطيعوا قاموا بالسب والشتم والتهديد اما على حساب الماسنجر أو بحساب الواتس أو بالاتصال وقد نشرت الكثير من هذه القذارة التي مورست علي وما زال لدي المزيد منها. 

بل انهم بمجرد ان تم اغتيال القائد الشهيد عدنان الحمادي كنت من اوائل مشروعاتهم بالتشهير والتهديد في صفحاتهم المتعددة منها وئام الصوفي وحرمها موسى الوشلي ومختار الوجيه ومنير المحجري وغيرهم، وقد تم نشر بعض من هذه ايضا وما زلت محتفضا بالكثير الكثير منها، وهذا يوضح الاختلاف الواضح والجلي بين مليشيا مرشد قم ومليشيا مرشد المقطم مما يعني ان هناك ظرورة حتى من موجب تحسين الذوق العام بمناهضة اكثر لتلك المليشيا عن تلك.

أيضا، وهذه هي الجريمة الاكبر والتي تبين التدني الخلقي لدى مليشيا الإصلاح الإرهابية عن نظيرتها المليشيا الانقلابية فللعلم طيلة خمس سنوات وانا اقاوم مليشيا الكهنوت الحوثية بالقلم والبندقية كانت اسرتي ما زالت في مربعات تلك المليشيا كما هي حال كثير من اسر المقاومين لها في صفوف الجيش الوطني، وخلال هذه المدة كاملة لم تتعرض اسرتي لأي انتهاك غير الفزع الذي اصابهم اثناء مجيئهم للبحث عني واستمرت أسرتي بممارسة حياتهم الطبيعية سواء في التعليم أو المعيشة دون ان يتعرض لهم احد ايا كان، وهذا عائد كما اسلفت إلى احترامهم لتقاليد مجتمعية نبيلة، ولا يعنيني ان كانوا يتصنعونها بل ما يعنيني انهم مارسوا هذه الاخلاق حتى قررت الاتيان بأسرتي إلى مربع الشرعية وتجاهلت نصائح الكثير من رفاق السلاح بابقائهم هناك وخاصة الاخوة من محافظة اب.. ويا ليتي لم احضرهم.

فكما اسلفت سابقا كيف ان الكتائب الاعلامية لمليشيا الإخوان مارست السب والشتم والتجريح في رسائلهم ومنشوراتهم واتصالاتهم ايضا كان لهم لغة اخرى بعد ان فشلوا في اسكاتي من انتقاد ما يقومون به من جرائم في حق الوطن وهي لغة التهديد بالتصفية الجسدية التي ايضا تجاوزتها ولم اعرها اهتماما، ذلك لاني خرجت من اجل مشروع مقدس وهو استعادة وطن، وانا مؤمن بكل ما سيترتب عن هذا القرار وكان افق ما توقعته هو الموت في سبيل مبدئي وكنت مسلما به غير ان هذه المليشيا كانت من القذارة بان تهددني باستهداف اسرتي بل ووصل بهم الامر إلى تحديد مسار بنتي عند الذهاب إلى المدرسة والعودة منها وبالاسم، ما يعني ايصال رسالة لي باستهداف شرفي وبكل حقارة وقذارة لاسكات صوتي ولن يستطيعوا..


هذه الممارسات بكل امانة لم تمارسها مليشيا الكهنوت التي قاومتها بالقلم والبندقية بينما مارستها وبقذارة مليشيا الإصلاح علي فقط بسبب انتقادنا لجرائمهم التي يمارسونها في تعز وبالقلم فقط، فهل ياترى من حقي ان امايز بالنقد بين كلا المليشيتين؟ بالطبع نعم والف نعم.


مثل هذه المليشيا يجب ان يتم فضحها لانها ليست قاتلة فقط بل هي اكثر دناءة باستهداف الشرف والعرض وقد حصل هذا في تعز لاكثر من مرة سواء باعتقال البنات أو الامهات للمناوئين لهم وفي اوقات الليل المتأخرة دون مسوغ قانوني أو تهمة غير التعزير وكسر كرامة تعز وابنائها.


سأظل اكتب وأعري هذه المليشيا وبمختلف الوسائل القانونية حتى استئصالها من على الارض الطاهرة لتعز، واعني بالمليشيا من كلا المذهبين الذين لا يشرفني الانتماء إلى اي قذارة منهما، إلا اني سأولي الفاقدين للاخلاق الكثير والكثير من التعرية إلى ان يطهر الشعب تعز ويأتي الخلاص.