نشوان العثماني
مواجهة كورونا في اليمن.. خياران لا ثالث لهما
في ظل غياب الدولة، جنوبًا وشمالًا وغربًا ووسط.. كيف من الممكن أن ننجح في توعية شعبنا بمخاطر الفيروس وضرورة الحجر المنزلي والابتعاد الاجتماعي؟
للإعلام دوره، لكن كيف ننجح بفاعلية؟
حتى الآن، ما زال المعظم مغيب الوعي.
أحد الأصدقاء اتصل بي قبل ساعات محاولًا إقناعي بكل حماس أن ما يحدث في عدن مكرفس وطاعون رئوي.
الحلو فيه أنه حاجر نفسه وأسرته من الطاعون، وهذا الأهم: أن المرء يحجر ذاته وأسرته أيًا كان معتقده بخصوص مسمى الوباء (مع أن للطاعون علاجه المعروف عكس كورونا).
لكن الغريب أنه قال لي إن أطباء بلا حدود قالت إنه طاعون.
حاولت أوضح له أنني نقلت عن بلا حدود نفيًا بهذه المزاعم. قال: لا تصدق!!!! لا أصدق من؟ مش عارف.
على كل حال أمامنا أمران لا ثالث لهما:
1- كل من يستطيع ماديًا أن يجلس في بيته، فليحتجر وهذا واجب مقدس: لا خروج إلا للضرورة، ولا خروج إلا تحت الالتزام الصارم بالإجراءات الاحترازية.
2 - هناك كثيرون تضطرهم الأحوال المعيشية العمل والخروج كل يوم، والبعض يضطرون كذلك للأكل من المطاعم (سفري).
وهؤلاء أمامهم مهمة الالتزام بالتباعد الاجتماعي/الجسداني والتدابير الوقائية.
هذا الحديث سهل نكتبه هنا ونكرره ونستهلكه لما نشبع، وفوق هذا يمكن قلة من أصدقاء هذه الصفحة يلتزمون به.
إنما الأهم جدًا كيف نستطيع الوصول إلى أبعد مدى وبشتى الوسائل إلى كل المدوخين والمخدوعين وغير المبالين من أبناء شعبنا العظيم؟
كيف نقنع الناس بضرورة أن يقوا أنفسهم وأهاليهم؟
يفترض أن لدينا دولة تفرض كل هذا بالقوة مع مراعاة ما يلزم نظرًا لمعيشة الناس، لكن لما كلنا متروكون دون دولة -يا للأسف- ما المتاح أمامنا؟
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك