عادل البرطي

عادل البرطي

تابعنى على

اغتيال "أبو الصدوق" وانفراط مسبحة الجبل

Tuesday 16 June 2020 الساعة 07:19 pm

ليس غريباً في الواقع المليشاوي أن تتم تصفيات واغتيالات تطال قيادات مليشاوية من نفس الفصيل، وذلك لتزيح المجال والطريق أمام قيادات أخرى وأطماع أخرى لتتسيد الموقف والمكانة والمنصب، لكن جل هذه الاغتيالات في أوساط المليشيا الإخوانية أو الحوثية في اليمن تتم بصورة عنصرية ومناطقية بحتة ليس لها علاقة بالمنصب والمركز القيادي إلا من ناحية عنصرية سلالية أو قروية.

وهذا الأمر يستطيع أن يلحظه أبسط متتبع لبرنامج الاغتيالات في صفوف المليشياويين في اليمن، حيث يلاحظ أن الكثير ممن تم اغتيالهم في أوساط المليشيا الحوثية كان على أسس عنصرية سلالية وعرقية مقيتة، منهم على سبيل المثال لا الحصر رئيس المجلس السياسي الانقلابي الصماد الذي تبين أن مقتله لم يكن إلا اغتيالا مخططا له ليستطيع هاشمي الولوج إلى سدة الحكم وإلى منصبه أحد اعمدة السلالة الهاشمية (المشاط) دون ان تتفكك الوحدة التنظيمية لجماعة الحوثيين إن تم اقصاؤه بطريقة أخرى، وهو نفسه ما يتم حاليا مع سلطان السامعي عضو المكتب السياسي الاعلى للحوثيين من محاولة الاغتيال السياسي والجماهيري له وذلك بحملات تشويه مكثفة بين صفوف الانقلابيين مما اضطره مؤخرا للرد وبطريقة حادة جدا تنبئ عن مدى ما يتعرض له من ضغوطات لتقديم الاستقالة.

وهنا تأتي حادثة اغتيال أبو الصدوق المنتمي لجبل العروس اليوم تصديقا وتأكيدا أيضا لما تقوم به مليشيا الإخوان في تعز خاصة من تصفيات واغتيالات لعناصرها على أساس مناطقي وعنصري بحت لا علاقة له بعهودهم ومعتقداتهم والولاء والبراء والايديولوجيا التي يحملونها بل بمقدار ما تمتاز به كل منطقة داخل هذا التنظيم من نفوذ وتسلط.

فمن يرفض الإزاحة طوعا مثل سمير الصبري قائد محور تعز الذي ما زال قرار تعيينه ساريا حتى اللحظة، والذي وبفعل ضغوطات عنصرية تم اقصاؤه واخفاؤه عن المشهد نهائيا، كون انتمائه المناطقي إلى جبل صبر وليس للمركز المقدس في مخلاف وشرعب، إلا أن اقصاءه أتى دون إراقة دمه لأنه تفهم الموقف وآثر سلامته، لكن في المقابل ايضا هناك من يعد عقبة كأداء امام هذا المشروع المليشاوي المناطقي، منهم على سبيل المثال احمد مقبل اليوسفي المنتمي لبني يوسف في مديرية المواسط أحد كوادر تنظيم الإخوان الكبار في تعز وأحد الأدوات المخططة لاغتيال الشهيد اللواء الركن/عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، حيث تم اغتيال مقبل في أحد شوارع مدينة تعز وبحادث مروري اتضح انه كان مدبرا إلا أنه تم إخفاء التحقيقات والتكتم عليها لأنها ستؤدي إلى عواقب وخيمة حول وحدة التنظيم وأدواته..

اليوم أبو الصدوق أحد من أسسوا المقاومة الشعبية بتعز ضد المليشيا الحوثية، ولا أحد ينكر بسالته في هذا المجال حينما كان من مؤسسي كتائب أبى العباس التي صالت وجالت في الدفاع عن تعز وتحرير غالبية ما تم تحريره حتى الآن من تعز بمعية أبطال اللواء 35 مدرع شرعية، والتي سلمت لقمة سائغة لتنظيم الإخوان في تعز بعد أن كان أحد أدوات الهدم لليمن وللدولة وما زال.

أبو الصدوق المنتمي لجبل العروس (صبر) برز مقاتلا جسورا في صفوف كتائب ابو العباس ولا غبار عن بطولاته قبل ان تتم مداعبته لينفصل عن الكتائب وينضوي تحت عباءة الإخوان وسالم ليكون بعدها أحد الأدوات التي استخدمت لتصفية خصومهم ومنها الكتائب وأفرادها.

ومما لا شك فيه بل ويقين مبني على احداث ومواقف متلاحقة ومعلومات مؤكدة ان التصفيات التي تتم حاليا في صفوف المليشيا الإخوانية تتم على اسس مناطقية بحتة لاقصاء ابناء جبل صبر وبقية المناطق من المراكز القيادية في هذا التنظيم لتقوية مراكز نفوذ مناطق اخرى وبطريقة قروية اكثر قتامة.

ما يحمله هذا التيار من غل وحقد للحياة لن يكون اغتيال ابوالصدوق الاخير في صفوف مليشيا الإخوان بل ستتبعه الكثير والكثير من الاغتيالات لهذه القيادات غير المنتمية للقرية والمخلاف، وقد تطال صحفيين وكتابا وحتى موظفين مدنيين، لأن هذا التنظيم ممزوج بروح القروية، لا يهمه ارتكاب مختلف الجرائم ليصل إلى مرحلة التمكين التي من خلالها يستطيع أن يقيم الإمارة التي طالما حلم بها لتكون نواة خلافته الإرهابية المستقبلية...