صالح شنظور

صالح شنظور

تابعنى على

ارتفاع المهور

Monday 29 June 2020 الساعة 09:15 am

في برنامج الكلمة لك الأسبوعي، في إذاعة صوت المقاومة بالساحل الغربي، تحدثت مع المستمعين عن ارتفاع المهور، أحد المستمعين وهو أحمد مثنى من أبناء مدينة زبيد ونازح في مديرية حيس، أحب إحدى الفتيات، أعجب بشكلها، طولها، جمالها، كلامها، فقرر أن يتقدم لخطبتها، تم التوافق على كل شيء إلا المهر الذي وصل إلى 3,000,000 يمني، أخبرني بأن مراسيم الزواج ستكلفه قرابة 2,500,000 يمني، هذا إذا أراد أن يعمل زواجًا هادئًا، بعد أخذ ورد بالكلام رفض الأب أن يخطب ابنته لأحمد. 

قلت لأحمد، على سبيل الممازحة من خلف المايك، دعنا نبحث لك عن فتاة غيرها وبسعر أقل؛ فرد: هي ليست قطعة قماش يمكنني أن أختار غيرها! 

ذهب اتصال أحمد بسبب ضعف خطوط الاتصال، فاستقبلنا اتصالا آخر لشاب من مدينة حيس فقال: تقدمت لأحدهن فطلب والدها 7,000,000 يمني مهراً لها، سألته لماذا هذا المبلغ كله؟ فرد عندما تكون الفتاة جميلة، وأسرتها ذات نسب يكون سعرها كبيرا! 

متصلة من وصاب تقول: تعرف صديقة لها، تقدم لها شاب تحبه، وهو يحبها، لكن والدها طلب مهرا كبيرا، وحالة الشاب المادية صعبة ولا يستطيع أن يجمع المهر خلال الفترة المحددة لموعد الزواج، وعندما طلب الشاب تخفيض المهر، قال والدها: ابنتي ليست قليلة أو ذليلة سيكون مهرها كمهر ابنت "فلان" _ فلان أحد تجار القرية زوج بنته بمهر قدره 40,000 سعودي، المحزن أن البنت وجدوها ميتة في بئر القرية بعد أيام!!

وهناك متصلون كثر يحكون قصصا مشابهة، من مناطق مختلفة، وكلهم يجمع على أن السبب هو طمع الآباء وجشعهم، سألت المتصلة هدى الأهدل: الآباء والأمهات يضحون بأرواحهم من أجل بناتهم فهل يعقل أنهم يقدمون بناتهم كسلعة تجارية ليجنوا من بيعها المال؟ وهل تتوقعين ذلك من والدك؟ كان ردها: سؤالك جميل ويبدد ما قلته، لكن أظن بأن الآباء يرفعون المهور من أجل أن يحموا بناتهم حسب تفكيرهم، فهم يقولون من يدفع مهرا كبيرا، يتعب في تجميعه، سيعطي ابنتنا قيمة ويحترمها! 

وجهت سؤالا لأحد المتصلين المتزوجين قلت: هل تحترم زوجتك بقدر المهر الذي قدمته لوالدها؟ فأجاب لا أبدا، صحيح تعبت سنتين لتجميع المهر، لكنني أخذت زوجتي، وعمي أخذ المال، وكل شخص يسعى ويتعب من أجل يحصل على الشيء الذي يريد!، وكأنه يقول: الأب تعب في تربية ابنته ليحصل على 2,000,000 يمني! 

من ضمن المفارقات العجيبة بأن أحد الآباء المتفاعلين مع موضوع الحلقة قال: بأن المهور أكبر مشكلة تساهم في ارتفاع نسبة العنوسة، بل وتزيد من وجود الفاحشة في المجتمع؛ فسألته:

هل لديك بنت؟ 

نعم.

هل زوجتها؟

نعم.

كم المهر الذي قطعته؟

ساد صمت عبر الأثير، فقال هناك ظروف وعادات وتقاليد تجبرك على تحديد المهر، ثم انقطع الاتصال...

المتفاعلون من غير الآباء يقولون بأن طمع وجشع الآباء هو سبب ارتفاع المهور، بينما الآباء يتحججون بالظروف وارتفاع الأسعار، والعادات والتقاليد، وأيضا التقليد.

ارتفاع المهور يسيطر على كثير من الشباب فلا يجرؤون على التقدم للزواج، سألت صديقي لماذا لا تتقدم لها وتخطبها؟ عندما أخبرني عن فتاة يحبها، قال: يا صالح، أنا أبحث عن إنسانة تشاركني الحياة، وما أشتي أفكر يوم من الأيام بأن سعرها ينخفض مع مرور الأيام!! 

هل مهر المرأة له علاقة بمقدار الاحترام من جهة الزوج؟ 

هل احترام الزوج لزوجته يزيد بازدياد المهر والعكس؟ 

هل لقوة الجمال علاقة في ارتفاع المهر والعكس؟ 

هل علو شأن الأسرة يجعل من مهر الفتاة عاليا والعكس؟ 

هذه أسئلة أتركها لكم معشر القراء وأرجو منكم أن تردوا ردوداً أكثر واقعية، حتى نحصل على نتيجة واضحة.