خلود سعيد

خلود سعيد

اسمُها زهرة

Tuesday 21 July 2020 الساعة 09:07 am

من بين أيام الطفولةِ والبراءة انتشلتها المراهقة لتضعها على سكة العاداتِ والتقاليد.. على سكة مبنية من ضعف البصيرة، والتقليد الأعمى لأشخاصٍ أصبحوا لا شيء..

ثم ليأتي قِطار الزواج ويدهسها مع أحلامها المُلونة بطِلاء الخَيال.. 

طِفلة مِثلها لا تعلم من الحياة إلا حُلوها.. لم تكن يوماً تعلمُ انّها ستقع في شِباك الحُب الأعمى غير المفهوم سببه.. الا انها أرادت ان تَعيش التَجربة. 

لم تستطع أن تُخبر أحداً عن هذا الشعور الذي لم تُميزه في البداية لأنه ومن القوانين التي ابتكرها الأشخاص العَدميون أنّ "الحُب عار" لِذا أصبحت لديها ميزةٌ مُختلفةٌ عَن الجَميع انها تحدث أي كائن وأي شيء عدا الإنسان!

سألتها معلمتها يوماً: لماذا تتحدثين إلى هذه الوردة يا ابنتي ألا تجدين من يستمعُ لكِ؟ قالت: أنا يا معلمتي بحثت عن من يستمع ولا يدلي عليّ النصائح والحكَم ولا يخبرني أنني مُخطئة في أي موضوع.. فقط أريده مستمعاً بدون كلل أو ادنى تعبير في وجهه ولم اجد! ولكنني وجدت هذه الخاصية في الاشياء الاخرى.. النباتات مثلاً، والجدران، وذلك العنكبوت في سقف غُرفتي.. انها تستمع الي وتجعلني بطلة حكايتي البريئة حتّى وان كان عكسُ ذلك، ووجدتها لا تقاطعني في الكلام! "اعيدي انا لم افهم.. هل جننتي يا فتاة، كيف تفعلين ذلك، سوف اخبر والديك" لا شيء من كل هذا انها فقط تستمع..

لم تكن سِوى بضعُ سنواتٍ من الركض باندفاعٍ حيوي وراء الحُب الأعمى، لتصطدم بعدها بجدارٍ مصنوع من ألم مطلي بالزواج..

قُطفت زهرة لتُصبح زينة على رأس العادات والتقاليد...