لم تسع أي جماعة سياسية وطنية كانت أو عميلة لتغيير المجتمع ومسخه كما تفعل جماعة الحوثي في اليمن، والتي لم تدخر جهداً ولم تبق فعلاً يظهر عمالتها وتبعيتها الكاملة للمشروع الإيراني المتمثل في ولاية الفقيه وفكره الإثني عشري الذي لم يعهده اليمن منذ بداية الخليقة.
وبرغم تشدق الجماعة بالوطن والوطنية وزورها بأنها تقاتل على ما أسمته (استقلال القرار اليمني) إلا أن ممارساتها على الأرض تكشف للجميع على ماذا تقاتل الجماعة ومن تخدم!!
وكشأن القوى والتيارات الإسلامية التي لا تؤمن بالأوطان ولا بالحرية والأصالة، تعمل جماعة الحوثي على تشييع المجتمع اليمني قسراً، وتصرف مليارات الريالات التي نهبتها من خزينة الدولة وجيوب المواطنين لإقامة المهرجانات الدينية الدخيلة على شعبنا، من يوم الولاية ويوم القدس الخميني، وصولاً إلى عاشوراء، "ذكرى استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه" كما يدعون، وكل ذلك لم يعهده اليمنيون ويرونه ثقافة مستوردة من قم والنجف، ويراد فرضها على الشعب اليمني.
كل ما في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة الحوثية -الذراع الإيراني في اليمن- ينبئك بما تعانيه، فالإزعاج المنبعث عن مكبرات الأصوات التي لا تنطفئ في جوالات وشوارع المدينة، وأمام جامعة صنعاء، وبجوار المساجد، وفوق بعض السيارات المستأجرة لغرض الإزعاج تارة بالزوامل، وأخرى بخطب زعيم جماعتهم التي أعيدت ألف ألف مرة، وكأنهم يريدون زرع فكرهم وفرضه على مسامع الناس بالقوة رغم معرفتهم أنهم لا يملكون أي قبول وإن خنع الشعب بسبب بطش الجماعة وإرهاب تابعيها.
لا أدري هل تدرك الجماعة كم هي ممقوتة، ومرفوضة مجتمعياً وأنهم في سبيل الحصول على "صورة ومقطع فيديو" يفرضون على المدارس (الحكومية والخاصة) والموظفين الحضور لأماكن إقامة فعالياتهم ليظهروا أنهم كُثر، وأن لهم شعبية وحضورا، حتى في هذه الأيام وهي أيام امتحانات، كم هو مضحك أن تسمع وعودهم لطلاب (ثالث ثانوي - ثالث إعدادي) بإضافة عشر درجات لكل من يحضر مع مدرسته فعالية ذكرى عاشوراء.
يا ترى هل تعرف الجماعة كم من اللعنات تلحقها مع كل فعالية دخيلة، ومع كل عين تحط على صورة من صور الصرعى التابعين لهم والذين تمتلئ بهم شوارع العاصمة، أو صور الصريع قاسم سليماني والخميني وغيرهم من مخلفات الفكر الإمامي الكهنوتي.
بالأمس مهرجانات ووقفات باسم "كذبة الولاية" واليوم ذكرى عاشوراء التي بسببها قطعوا أغلب شوارع العاصمة صنعاء، لكي يقيموا وقفاتهم، متناسين أنهم جنو دعوات الانتقام واللعنات والسخرية من كل المارة وكل من تعرقل في طريق عمله ذهاباً أو إياباً.