نبيهة سعيد

نبيهة سعيد

تابعنى على

مفهوم مطاطي فضفاض

Tuesday 08 September 2020 الساعة 08:59 pm

حب الوطن غائب تماماً في واقع اليمنيين وحاضر بقوة في شعاراتهم..

حب الوطن أكبر كذبة تفوه بها المسؤولون وأصحاب المصالح والنفوذ وحتى أحزاب وجماعات ونخب ومتثيقفين لا دور لهم سوى المشاركة في تزييف وتغييب الوعي وتلميع وتدوير القبح وانطلت هذه الكذبة على الغالبية.

وكلما زادت جرعة الوطنية التي يتجرعونها زاد الظلم والفقر والمهانة المخيم عليهم وضاق عليهم الوطن.

الوطن ليس مجرد جغرافيا وتاريخ ذهبي وشعارات منفصلة عن الواقع تُعتلف وتردد دون وعي..

الوطن هو الحياة الكريمة والأمان.. الوطن هو الإنسان بغض النظر عن خلفيته، وإذا سُحق الإنسان سُحق معه الوطن ويتحول حينها إلى مجرد سجن كبير تُستباح فيه كل القيم ويُقبر فيه الإبداع.

الوطن يقابله مواطنه في الأوطان التي يُطبق فيها مفهوم المواطنة المتساوية ولكن مفهوم المواطنة المتساوية غائب في الواقع اليمني والحاضر الدائم والسائد هو مفهوم الرعية، وحتى إن حضرت المواطنة وبصورة باهتة يتم تصنيفها الى درجات مختلفة متفاوتة وفقاً للخلفية المناطقية والمذهبية والقبلية وحتى الأسرية.

فعن أي وطن يتحدث معتلفو الشعارات والمنفصلون عن الواقع؟

ثوابت الوطن الذي يجري اعتلافها وتعليفها وترديدها وتسويقها ليل نهار من اجل حشد وتجييش القطيع مفهوم مطاطي فضفاض يُفصل على حسب الأهواء والأمزجة والنزوات والمصالح الضيقة لهذا الطرف أو ذاك..

قد يفصل على مقاس شخص أو أشخاص وأحزاب وجماعات وحتى مناطق معينة وينظر كل طرف إلى هذا المفهوم من زاوية مصالحه ومنبره الخاص، ليس هناك معايير واسس ثابتة لهذا المفهوم المطاطي الفضفاض يُراعي مصالح وتطلعات جميع الأطياف والمكونات دون إقصاء وتهميش أحد ويحتكم إليه الجميع.

مجرد شعار فضفاض زائف للمزايدة والمتاجرة والتدليس بيد كل أفاق ودجال..

حقيقة واضحة وضوح الشمس قفز عليها غالبية البسطاء وانساقوا بغباء فاحش وعواطف جامحة خلف هذا المفهوم وكلفهم ذلك أثمانا باهظة من حياتهم ومستقبلهم بينما استثمره آخرون بذكاء من أجل الحفاظ على مصالحهم الضيقة وتسويق أهدافهم ومشاريعهم الصغيرة وتعمير جيوبهم.

قبل مطالبة الجميع بالاحتكام والإذعان لهذا المفهوم المطاطي الفضفاض ينبغي أن يتفق الجميع دون استثناء أحد بشأن كيفية تفصيله وبنائه بحيث يتسع للجميع ويراعي مصالح وتطلعات الجميع حتى لا يضيق هذا المفهوم على أصحابه فيتمزق ويتناثر إلى أشلاء، وهذا الذي يحصل في الواقع دون رتوش.