د. عبد العزيز المقالح

د. عبد العزيز المقالح

ذهـول*

Sunday 25 October 2020 الساعة 08:15 am

تولَدُ الحربُ

منَ الأسئلةِ الخائبةِ الكبرى

ومنْ خوفٍ يحزُّ الرُّوحَ في مقصلةِ الحقدِ،

ومنْ شوقٍ إلى الموتِ

وأطماعٍ بأرضٍ

وَطِئَتْها قدمُ الشيطانِ أزماناً

وكانتْ وطناً للندمِ العالقِ

في نارِ البشرْ.

يا إلهي استوحشَتْ روحي

وهذا زمنُ الحربِ استوى

لم يُطلقوا النارَ على رأسي

ولكنّ العيونَ الفارغاتِ احتشدَتْ حولي،

وحطَّ البدوُ في الضّاحيةِ الأخرى

منَ البيتِ،

وجاءوا يستظلُّونَ

ويَمْحُونَ تضاريسَ الكتاباتِ

على لوحٍ منَ المرمرِ..

كانوا يسرقونَ الكعبةَ الغرّاءَ

ثوبَ العيدِ..

يا أللهُ

منْ أينَ أتى هذا الجرادُ المرُّ

والحشدُ الذي يعدو إلى الخلفِ

يقود العِفَّةَ الكُبرى إلى المبْغَى،

ولا يدري.

له أُذْنٌ منَ الطَّينِ

وقلبٌ منْ حجرْ.

* * *

تبدأ الحربُ

منَ الخوفِ على العرشِ

ومنْ خيطِ دمٍ يلمعُ كالجمرِ

على خاتَمِ مجنونٍ،

له ذاكرةٌ بلهاءُ

صوتٌ نَزِقٌ، دامٍ،

له كالذِّئبِ أنيابٌ وأظفارٌ

وقصرٌ عامرٌ بالرُّعبِ،

لا تدخلُهُ النملُ

ولا يعبرُهُ - منْ غيرِ تفتيشٍ -

قطارُ الضوءِ،

لكنْ،

تنتهي الحربُ

منَ الدمعِ الذي يجرحُ أجفانَ اليتامى

ومنَ الخيبةِ في الألفاظِ والمعنى

ومنْ صرخةِ مقتولٍ

رأتْ عيناهُ في فُوَّهةِ المِدْفَعِ

آلافاً منَ القتلى

وآلافاً منَ الأسرى،

رأى الحزنَ الذي يغشى عيونَ الأمّهاتْ.

* * *

يا إلهي

لم يعدْ ثمَّةَ لغزٌ،

وحدَهُ الإنسانُ لغزُ الأرضِ

يبدو غامضاً سهلاً

وسهلاً غامضاً

كالوحشِ أحياناً

وأحياناً ملاكْ.

* من ديوان "أبجدية الروح"

•من صفحة الدكتور المقالح على الفيس بوك