عادل البرطي

عادل البرطي

تابعنى على

من يسيئ إلى الإسلام

Friday 30 October 2020 الساعة 06:40 pm

وأنت تتصفح صفحات التواصل الاجتماعي بمختلف وسائلها وهي تتحدث بكثير من الحدة والتحريض غير الحصيف ضد فرنسا، الشعب والبلد والحكومة، داعية إلى إما الغل ضد هذا الشعب أو مقاطعة منتجاته وبضائعه المنعدمة أصلاً في أسواقنا المحلية، نظراً لجودتها وعدم استطاعة المواطن اليمني تحمل أسعارها الباهظة الثمن.. تلحظ وبالوهلة الأولى أن هناك أولاً عدم وعي بالتاريخ الإسلامي جملة وتفصيلاً من قبل الكثير من مرتادي هذه الصفحات. وثانياً، أن هذه الحملة ممنهجة ومسيسه ولا تعني بالضرورة أبدا الانتصار للدين أو الرسول محمد (ص)، ذلك أن هذه الحملة تغفل الكثير من الأحداث والوقائع التاريخية التي تنفي صوابية هذه الحملات، بل وتجعل من يقومون بها مجرد قطيع يؤدي دوراً مرسوماً له دون أن يعي لمن ولمصلحة من يقوم بذلك..

هذا لا يعني أبداً التبرير للرسوم المسيئة للرسول محمد (ص) مطلقاً، بل يعني أن نكون على دراية وعلم بما نصنع لا أن نجعل عواطفنا تجرفنا إلى ما لا نعلم وخدمة لما لا نعلم، ولتبيان هذا الجانب لنقرأ الوضع من جوانبه المتعددة لا من جانب واحد يجعل من تفكيرنا وروابطنا الدينية مجرد اندفاع لحظي يزول بزوال المؤثر وشعائرنا المقدسة مجرد فعل جامد كروتين يومي خال من المقاصد والفضائل التعبدية فيه.. ومن هنا وجب على المسلم أن يلم الماما كبيرا بالسيرة النبوية للرسول الاعظم ويربطها بكل تفاصيل الحياة في التاريخ الاسلامي حتى اليوم لا ان يكون مجرد ببغاء يردد ما يملى عليه، خاصة ونحن في فضاء واسع يظهر للعالم المستوى الحضاري والخلقي لكل مجتمع من خلال قارئيه ومثقفيه ويبرز مستوى القصور والأمية لكل مجتمع من خلال ما ينشره مثقفوه وابناؤه..

منذ أن بعث الله الرسول محمد (ص) إلى العالم للهداية رافقت هذا الرسول ورسالته الكثير الكثير من الصعوبات، وكان منها السب والشتم ورمي المخلفات عليه وهو مع كل مرحلة يزداد فيها الأذى يشتد عود هذا الدين أكثر واكثر، وكلما استضعف الرسول التف حوله الضعفاء حتى دخل الاسلام من كل بيت قرشي ما لا يقل عن واحد، بل ان من اسباب اسلام اقوام باسرها بهذا النبي العظيم هي الامعان بسبه وقذفه، ولعل حادثة اسلام الطفيل بن عمرو الدوسي الذي اسلم باسلامه قومه خير دليل على هذا، كونه اتى ليقتل الرسول بناء على ما تلقفه من اقاويل واكاذيب على رسول الله، وكان ان كانت طريقه للاسلام واسلام قومه..

ومن هنا وعلى مدى التاريخ فإن الذم لا يكون بالضرورة نقصا بالدين أو حامله بل قد يكون طريقة اخرى للبحث عن هذا الدين العظيم الحقيقي ومعرفة ما يدعو اليه، وهو ما يجعل باب الدخول اليه من باب القدح ولن يؤثر القدح برسول الله عليه، فهو وكما وصفه عز وجل (وإنك لعلى خلق عظيم)، وهذه نافية لكل قدح او شتم للرسول ولا جدال في ذلك مع الكراهية منا لمثل هذا الفعل غير الإنساني، وهو الإساءة للاديان ورسلها، الا اننا نؤكد ان رسول الله (ص) لو كان حيا بيننا ما عبئ بمثل هذه الرسومات ولا القى لها بالا، كون ما يهمه هو ان يرى الدين طريقه إلى قلوب البشرية، وهو ما جسده فعلا وقولا عندما تم رميه بالاحجار في الطائف حين قال للأمين جبريل (عسى ان يخرج الله من اصلابهم من يقول لا اله الا الله) هنا اكتملت الصورة الإنسانية للرسول الرباني وانتزعت منه صفات الانانية والذاتية، لأن الإبلاغ بالرسالة هي الغاية السامية له وليس الانتقام الشخصي المجرد، ولهذا يقول لأحد رسله (لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من الدنيا وما فيها)، إذا فالغاية هي هداية الناس وليست بالمنطق إبعادهم عن هذا الدين، وفي احداث كثيرة كانت مثل هذه الأحداث هي طريق للبحث عن هذا الدين ومعرفة تعاليمه وهي ما أفضت إلى اسلام الكثير من شعوب الدنيا بالأخلاق والمعاملة وليس بالإرهاب والقتال...

من يحب رسول الله فعلا فإنه يحب دينه ومن يحب دينه يسعى إلى جعله دين البشريه وهنا نتساءل وبكل صدق من الذي يسيئ لدين محمد (ص)؟؟

هل من قام برسم الرسوم المسيئة للرسول هو من يحارب الدين الاسلامي مع معرفتنا الاكيده والمسبقه ان هذه الرسوم ستمضي وستنسى وسيبقى الدين الاسلامي حتى يرث الله الارض ومن عليها..

هل ماكرون والشعب الفرنسي المكلوم هم من يسيئون للاسلام؟

هل المتهكمون والملحدون من يرون أن لهم حرية الاعتقاد والتدين هم من يسيئون للاسلام؟؟

بالطبع الإجابة على هذه التساؤلات سيكون بالنفي تماما، لأن دينا يهتز لمجرد رسم من غير مستوعب لتعاليمه ليس بدين وهو ما ننفيه عن ديننا الاسلامي العظيم، كما ان الشعب الفرنسي شعب حي وفيه جاليه مسلمه كبيره تتمتع بكل الحقوق والواجبات دون تمييز وكل من ألحد او انكر دينا ايا كان علاقته بينه وبين ربه ولا سلطان على قلوب الناس..

إذاً من يضر بهذا الدين العظيم؟ الإجابة بكل بساطة وبمنطق العقل وتتابع الاحداث هم المسلمون انفسهم..

من يضرون ديننا الاسلامي الحنيف هم اولئك الذين انتزعوا من بين مبادئه الانسانية والرحمه وصوروه إلى العالم انه قتل وسحل وارهاب.

من يضرون بديننا الاسلامي هم اولئك الذين ادعوا الرهبانية واسقطوا التفكير العقلي وجعل المسلم عبارة عن تابع لا يرى غير رأي الفقيه والمرشد.

من يضرون ديننا الإسلامي هم اولئك الذين جعلوا من الدين وسيلة للارتزاق ومعاداة الشعوب.

من يضرون بديننا الإسلامي هم أولئك المرضى بجنون العظمة من جعلوا من الإسلام أداة لتحقيق مطامعهم الشخصية والقومية على حساب الإنسانية والمسلمين أنفسهم.

من يضرون ديننا الإسلامي هم أولئك الذين يجعلون من جنائزنا قرابين إلى الله ويفتون بإهدار دماء كل من خالفهم.

من يضرون بديننا الإسلامي هم من يتاجرون بالقتل للإنسان سواءً جسديا او معنويا من خلال جعل تجارة الأفيون والكوكائين منتجا ربحيا على حساب الشعوب ونعلم ويعلم العالم من هي الدولة المنتجة للافيون ومن هي الدولة الوسيطة لكل هذه التجارة البشعة..

من يضرون بديننا الإسلامي هم دعاة الإرهاب ومروجوه وهم من يتحكمون فينا حاليا ويجعلون منا مجرد قتلة وقاتلين.

وهؤلاء هم من يجب أن نقاطعهم ونقاطع بضاعتهم الإرهابية وفكرهم غير السوي..

أخيراً.. ديننا عظيم ورسولنا عظيم ولن يهتز لبضع رسومات ستنسى ويبقى الدين تصديقاً لقوله تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}.