لا يبدو أن مهرجي الجماعة وناشطيها، من أمثال فهد القرني في وارد التخلي عن ما رمته به وزرعته بداخله جماعة الإخوان المسلمين -حزب الإصلاح في اليمن- من سلاطة لسان، على الرغم من أنه "ضابط" التوجيه المعنوي للجيش الذي شكله الإصلاح بأموال التحالف في مارب، وينتسب لجماعة دينية يفترض أن تتوافق أخلاقها مع شعارتها حول الرسول قدوة والقرآن دستور... الخ من شعارات الخداع والزيف الإخواني، إلا أنه -فهد القرني- دائماً يظهر الثقافة التي أنشأتهم جماعة الإخوان المسلمين عليها، من خلال لسانه الذي يفيض بذاءة بلا حدود، سباب وفحش في القول عند أي خلاف مهما كان تافهًا، وعند كل موقف أو اتفاق سياسي يشعر فيه حزب الإصلاح انه فقد استئثاره بالسلطة من خلاله، ولذا يوعز لكل ناعق وناشط ومتثاقف منتم له بكيل التهم والشتائم، وشن الحملات الإعلامية ضد من يخالفه.
من يرد معرفة الحنق الذي يتملك حزب الإصلاح من اتفاق الرياض، وكيف تمكن أبناء الجنوب اليمني من الخروج من تحت عباءة النافذين خصوصاً من قيادات الحزب القبلية والعسكرية والسياسية، من يرد أن يعرف مدى الجنون الذي أصاب الإصلاح فعليه متابعة كتابات ناشطيه ومثقفيه، والقنوات الإعلامية التابعة والمقربة منه، وسيدرك
كيف تحولوا جميعهم إلى نهر جار لا ينقطع من الفحش واللعن والسباب والطعن في الأعراض، لكن هل ذلك الأمر في الإخوان مجرد حالات فردية ينبغي غض الطرف عنها أم أنه ظاهرة وسلوك جماعي ونهج أصيل لدى هذه الجماعة؟
ما قام به فهد القرني، هو استكمال لما يقوله ناشطو الحوثي وإعلامه، وتصويرهم لمن استطاع التحرر منهم بأنهم عملاء وخونة، مفرطون في الأرض والعرض، متناسين تماماً -كلا الجماعتين الحوثية والإصلاح- أنهم فرطوا في كل شيء، حتى في تلك الشعارات الدينية التي يتلبسون بها، وأن ما يصدر عنهم من سفاهة القول وبذاءة الأفعال، لا يعدو سوى تعبير صريح عن ضحالة الفكر وسوء الرأي وانعدام الحجة والافتقار للشجاعة اللازمة للاعتراف بأنهم لا يقبلون العيش أو التعايش مع من يخالف رأيهم وسياستهم التخريبية العميلة.
دوماً يختار الإصلاح اختيارات صدامية بذيئة، وينتهج سياسة إقصائية بفساد وظلم وإرهاب منقطع النظير، وهذا كله أسقطهم لدى الشعب اليمني، ولما سقطوا أو لنقل عندما فرضت معطيات الواقع دخول لاعبين جدد حدوا من استحواذ الإصلاح وانفراده بالسلطة، أصيبوا بصدمة نفسية عميقة، ولذلك يعيشوا حالة من الصراع النفسي والحقد والغل، يتساءل كبارهم وصغارهم، كيف نسقط ونحن أصحاب الثروة والنفط، كيف نقبل ونحن سادة المراوغة والممارسة السياسية الملتوية؟ بينما المجلس الانتقالي حديث النشأة أدرك ووعى ما عجزنا عنه، لا لن نستسلم ونقر بضحالة فكرنا وسوء قراراتنا، سنكمل الطريق إلى النهاية مهما كان الثمن، ولإكمال الطريق لا بد من إسقاط من أصاب حين أخطأنا، ولأجل ذلك أطلقوا العنان لكل مهرج وتافه أن يقدح ويذم الشعب الذي يرفضهم.