محمد عبدالله القادري

محمد عبدالله القادري

أنا يمني يا فخامة الرئيس!

Thursday 18 February 2021 الساعة 09:00 am

طالت معاناتنا ووصل بنا الحال لعدم امتلاك القوت الضروري لأهلنا وأطفالنا.

الحديث عن موضوع كهذا صعب بالنسبة لنا كإعلاميين مناهضين للحوثي ومقصيين من قبل الشرعية، لأننا نعاني ولا نريد أن يشمت بنا الأعداء ويسخر بنا من يناصرون الحوثي ويعتبرون ما نعانيه إهانة وعقوبة لنا بسبب وقوفنا ضدهم.

ولكن بلغ السيل الزبى، وبسبب عدم استشعار المسؤولين عنا بمعاناتنا، أصبحنا مجبرين على أن نشرح معاناتنا، فو الله الذي لا إله غيره إن كاتب هذه السطور لا يمتلك لقمة العيش لأهله ولمدة اثني عشر يوما يجود عليه جيرانه ببعض من الطحين، رغم أن ظروفهم السيئة مقاربة لظروفه.

 لا رحم الله الحوثي الذي جعلنا مشردين ومختفين غير قادرين على الخروج نبحث عن عمل في مناطق سيطرته لنعيل أهلنا ونعيش بعز، ولا سامح الله الشرعية وأطرافها الذين لم ينقذونا لنصل لمناطق سيطرتهم ونعيش بعز ونحيا حياة كريمة.

أصبح الموت خيرا لنا من الحياة، وسبب معاناتنا يعود لتعامل الشرعية القائم على أساس شللي وحزبي، ومن لم يكن من شلة معينة أو طرف محدد، فسيصبح حاله كحالنا.

 ومن هنا نرفع مناشدتنا لفخامة الرئيس هادي، المسؤول الأول، ونقول له أنت مسؤول عنا أمام الله وأمام القانون، ويجب عليك أن تشعر بنا وتنصفنا وتنقذنا، لأننا يا فخامة الرئيس حوربنا من الجميع وتم التعامل معنا بإهانة وتطفيش ولم يهتم أحد من المسؤولين بمعاناتنا، سواءً محافظ محافظة أو وزير إعلام أو بعضا من حاشيتك ومقربيك الذين أصبحوا مجرد عصابات حولك، بعضهم يريد أن يضعفك وبعضهم يتعامل بصورة تسيئ إليك وكأنهم لا يريدون أحداً أن يقف معك، بل يريدون دفعه نحو الحوثي.

ألف وسبعمائة وستة وخمسون مقالاً كتبتها منذ بداية الحرب، مناهضاً للحوثي ومناصراً لاستعادة الدولة والقضاء على الانقلاب، ومؤيداً للتحالف العربي، ومنتقداً لأي فساد أو قصور داخل الأطراف المناهضة للحوثي أو الفساد داخل الدولة، باعتبار ذلك من صميم تصحيح المسار والقضاء على جوانب القصور بما يخدم اليمن وشعبه والمعركة ضد مليشيات إيران.

بالإضافة لتعرضي للسجن والتعذيب والمضايقات والظروف الصعبة الكثيرة ومرارة العيش الذي أثر علينا بالجانب الصحي والنفسي.

ومع هذا لم نحصل على تشجيع من قبل الدولة أو التفات لما نعانيه وتقدير لما نقدمه، بل تهميش وتطفيش وعدم استجابة، وسعي لمحاربتنا في الجانب المعيشي والجانب الإعلامي، حتى أننا نكتب مقالا ونرسله لعدة مواقع، فتقوم تلك المواقع بعدم نشره، بل بأخذ أفكاره والطلب من كاتب آخر أن يكتب على ضوئها ويقوموا بنشره، بالإضافة أن عددا من الشبكات أو الأفراد التابعين لمطابخ تتبع أفرادا مناهضة للحوثي تقوم بحذف اسمائنا من مقالاتنا ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي كالواتس وغيره.

حقد وخبث وحرب متعمدة لاقصائنا واستبعادنا كما سعوا لتطفيشنا والاستهتار بنا.

 نحن مع المصلحة الوطنية ومع الوطن وموقفنا ثابت ضد الحوثي وسيظل.

لسنا مع طارق ولا محسن ولا نعمل مع أي طرف أو تهمنا أي شلة.

فلماذا كل طرف من الأطراف المناهضة للحوثي يصنفنا على طرف آخر؟.

انتقدنا طارق عندما كان متحالفاً مع الحوثي وأشدنا به عندما اتجه لمحاربة الحوثي.

انتقدنا الانتقالي في بعض جوانب وأشدنا به في أخرى.

وقفنا مع الشرعية في ايجابياتها وانتقدنا الفساد الدائر داخلها.

كتبنا عن أهمية وحدة الصف ورفضنا الاقصاء والشللية والمناطقية والعنصرية والتعصبات الحزبية التي تضعف الدولة، عسكرياً وإدارياً واقتصادياً، وتعيق وحدة الصف ضد الحوثي.

كتبنا مدافعين عن الرئيس باعتباره ولي أمر، وننتقد تعامل العصابات من حوله التي حولته لرئيس جزئي لشؤون طرف معين وشلة محددة وليس رئيسا لليمنيين.

سنظل نشجع كل ما هو ايجابي ونرفض كل ما هو سلبي.

سنظل ننتقد أي قصور، لأنه ليس هناك من يملك الكمال إلا الله سبحانه وتعالى، إلا أن نقدنا لا يعني عداءً، فالرئيس ولي أمرنا ومثلما طاعته واجبة كذلك انتقاد فساد وفشل دولته واجب، من أجل قيامه بدوره تجاه الوطن واستشعاره مسؤوليته تجاه شعبه.

وكما يقول المثل السائد "الجوع كافر"، ولا تستطيع المبادئ أن تعمل وتحتها بطون خاوية، ولكن نحن استطعنا أن نجعل من مبادئنا أن تعمل وتحتها بطون خاوية.

صحيح أنه احياناً يكون انتقادنا قاسيا، ولكن تلك القسوة ناتجة من قسوة الظروف والمعاناة التي نعيشها.

ومعاناتنا قد طالت ومن حقنا أن نحيا حياة كريمة ونحصل على شيء من خيرات وطننا.

ومن هنا نطالب الرجل الأول في الدولة، الرئيس، أن يرفع معاناتي ومعاناة أي إعلامي يعيش معاناتي.

صحيح أنني لست ابن شيخ أو نافذ.. ولست قياديا بحزب.

ولست من شلة تعمل بمناطقية أو حزبية داخل الشرعية، وهذا هو سبب معاناتي وتهميشي.

ولكن أنا يمني.. وأقسم لكم بالله يا فخامة الرئيس إني يمني.

ولذا أطالب بانصافي كإعلامي وكاتب كما تم منح أولئك أصحاب الشلل وأبناء المشائخ والقيادات والأحزاب.

امنحونا ربع ما منحتموهم رغم أنهم لم يقدموا ربع ما قدمنا.

نطالبك يا فخامة الرئيس بالعدل والمساواة وانقاذنا.


فإذا غاب العدل عند الرجل الأول في الدولة فمن أين ستأتي العدالة؟

واذا كان التعامل بشللية وتمييز حول الرجل الأول في الدولة فمن أين ستأتي المساواة؟

يا فخامة الرئيس سنظل نحترمك، ولكن ذلك لا يعني عدم انتقاد أي أخطاء وسلبيات وظلم.

وكما نحن نعلم أن من أهان السلطان أهانه الله، يجب أن تعلم أنت أنه من ولي من أمر الناس شيئاً فشق عليهم فسيشق الله عليه، ومن ولي من أمرهم شيئاً فرفق بهم فسيرفق الله به.

أنت المسؤول الأول عنا يا فخامة الرئيس، فأنا يمني وأيضاً أنا إنسان.

نطالب من مسؤوليتكم وإنسانيتكم العدل والمساواة وانصافنا وانقاذنا.