عبدالله فرحان

عبدالله فرحان

تابعنى على

مقابلة العيسي الأخيرة.. التوقيت والرسالة

Saturday 20 March 2021 الساعة 07:30 am

أحمد صالح العيسي من امبراطور النفط إلى امبراطور رئاسة السلطة في اليمن.

هكذا هي خلاصة المقابلة الخاصة التي أجرتها الصحفية الأجنبية (سيلفيا كاتوري) مع أحمد صالح العيسي، والتي تم نشرها باللغة الانجليزية كرسالة موجهة للمجتمع الدولي وتحديدا الإدارة الأمريكية الجديدة التي أبدت اهتماما مباشرا بالملف اليمني وابتعثت إلى دول المنطقة لأول مرة مبعوثا خاصا بها لإجراء مباحثات في الشأن اليمني.

وفقاً لمعلومات مؤكدة بأن المقابلة أتت استجابة لطلبات تقدم بها العيسي نفسه إلى مؤسسات إعلامية ومراكز دراسات لإجراء المقابلات معه، محددا لها توقيتا يتزامن مع اختتام المبعوث الأمريكي جولة مباحثاته وإعداده لتقرير مقترحات التسويات التي ستقدم للرئيس بايدن بشأن إنهاء الصراع في اليمن.

أحمد العيسي، في سياق حديثه، كشف نواياه الكامنة تجاه الرئيس هادي، معبرا عن طموحاته بان يكون بديلا لهادي في كرسي الرئاسة، مؤكدا بان اسمه احمد العيسي يعد أهم أبرز المرشحين للرئاسة وأنه الأفضل من جميع الموجودين.. 

كما أشار في حديثه بطريقة غير مباشرة إلى امكانية القبول به من قبل جماعة الحوثي التي وصفها بالأكثر وفاء للوعود وأن التعامل معها افضل وان لا موانع من التعامل معها.

وبالعودة إلى موقع العيسي في سلم قيادة الشرعية فهو يشغل حاليا منصب نائب مدير مكتب الرئيس هادي للشؤون الاقتصادية والمخول بادارة كثير من الملفات وبما فيها الاقتصادية وله ارتباطات دولية واسعة، كونه الاقرب إلى الرئيس هادي وعائلته حيث تمتاز علاقاته بجلال نجل هادي بالوفاق التام والشراكة في كثير من الصفقات التي مكنته من اختزال كثير من أنشطة واستثمارات الدولة في شخصه وشركاته حتى أصبح العيسي امبراطور النفط والبحار وعملاق الاقتصاد..

ولعل تلك الامتيازات والقرب من البيت الرئاسي كانت دافعا رئيسا لطموحاته الطامعة باستحقاقه ورث البيت الرئاسي..

العيسي كسياسي يرى بانه الأفضل للرئاسة.. والعيسي كتاجر يرى بان جميع البيوت التجارية العريقة الداعمة للاقتصاد الوطني يجب أن تنهار وتتنتهي ليحل هو بديلا عنها لتكتمل اركان امبراطوريته وتملكه لليمن... 

حيث أورد في حديثه عددا من الجمل الهجومية الصريحة الاستهداف وبالاسم ضد مجموعة بيت هائل واخوان ثابت والمقبلي وشركة شهاب وتاجر القمح فاهم وبنك الكريمي والتضامن.. 

مما يؤكد بأن جميع حملات التشويه السابقة وما رافقها من تقارير محلية ودولية تستهدف مؤسسات الاقتصاد الوطني كان العيسي ونفوذه في مكتب رئيس الجمهورية داعما ومخططا وممولا لها ولم تكن الاتهامات الواردة في تقرير لجنة الخبراء الأممية ضد بيت هائل إلا إحدى مناورات العيسي ولم تكن ايضا ابتسام ابو دنيا الا احدى ادواته..

وبالعودة الى مزاعم أحقية العيسي بالرئاسة فلقد اورد في حديثه إشارات تؤكد مدى قدراته القيادية واصفا ذاته بالشخصية الثلاثية التركيب (مشائخية متنفذة وتجارية ذات علاقات دولية وسياسية قيادية) حيث قال: (ارى في نفسي مزيجا من سلطة عبدالله بن حسين وشاهر عبدالحق وعلي عبدالله صالح).

حديث العيسي عن أحقيته للرئاسة بدا متجاهلا لشخص علي محسن الاحمر نائب الرئيس ومتجاوزا أيضا لطموحات رفيقه رشاد العليمي الاكثر طموحا بمنصب الرئاسة بديلا لهادي وكأن العيسي يريد أن يؤكد بان ترشيحه للرئاسة اتى وفقا لاتفاقات مع قطبي الطموح الأحمر والعليمي المعروف عنهما الشراكة والوفاق معه في كثير من الصفقات..

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك