عبدالعزيز مساوى المراني

عبدالعزيز مساوى المراني

تابعنى على

لتكن "الشرعية" محور ارتكاز.. طارق خيرٌ أم قوم إيرلو؟

Sunday 28 March 2021 الساعة 05:27 pm

طارق.. بعد مقتل عمه علي صالح خرج من صنعاء، لكنه لم يذهب إلى الرياض أو القاهرة أو أبو ظبي للاستثمار أو يغط في سبات عميق في أحد الفنادق.

خرج ويمّم وجهه صوب الساحل، وبدأ يعد العدة ويجند استعداداً لمواجهة فلول الإمامة، إلى أن أصبح جزءاً من القوات المشتركة في الساحل.

وقد شارك طارق في معركة تحرير الحديدة التي كان تحريرها يومئذ قاب قوسين أو أدنى.

حينئذ ارتكبت الشرعية أكبر خطأ انعكس سلباً على القضية اليمنية بشكل عام، وذلك عندما وافقت على مباحثات السويد ووقف إطلاق.

ولا يخفى على أحد أن وفد الشرعية وصل إلى ستوكهولم قبل وفد الحوثي باسبوع.

فلو أن الشرعية استخدمت أسلوب المراوغة لأسبوع فقط، لكانت القوات المشتركة تمكنت من بسط السيطرة على الحديدة في أقل من أسبوع.

وخلال المناورات السياسية بين مكونات الشرعية، وخلال الحملة الإعلامية على طارق عفاش كانت تصريحاته واضحه لم يستهدف فيها أي مكون من مكونات الشرعية رغم حجم الحملة الإعلامية عليه.

تصريحات طارق.. 

من ضمن تصريحاته:

 - معركتنا مع الحوثي وبنادقنا لن نوجهها إلى غير الحوثي.

 - لا يمكن أن نكون جزءاً في أي حرب جانبية.

 - لن نرفع سلاحنا في وجه أي مكون من مكونات الشرعية.

‏وآخر تصريح لطارق عفاش قبل أيام قال فيه:

- نحن امتداد لثورة الثاني من ديسمبر.

- نحن لسنا بديل لأحد.

ولسنا ضد الشرعية.. بل إننا نريد أن نكون جزءاً من الشرعية لاستعادة الجمهورية. 

- معركتنا ليست عسكرية فقط. بل نحتاج للجانب السياسي والاقتصادي والقبلي والتوعوي والديني للحفاظ على هويتنا اليمنية.

ماذا تريدون بعد غير هذا؟ ولماذا استهداف طارق؟ 

من المفارقة الغريبة تصريحاتهم تلك البراقة التي تحمل في ظاهرها دعوات المصالحة ولم الشمل ووحدة الصف، فإذا ما سمعتم بطارق عفاش ظهر للعلن باطن تلك التصريحات الخاوية من الحقيقة والمصداقية.

تدعون للمصالحة مع المؤتمر وتستثنون طارق عفاش الذي يمثل المؤتمر على أرض الواقع، فعلاً إنها لمفارقة غريبة..!!

أما إيرلو فلا داعي للحديث عنه فهو معروف فارسي يقود فلول الإمامة ويسعى إلى تمكين المستوطنين من رقاب أهل الأرض.

لكن عتبنا على الشرعية التي يجب أن تكون شرعية للجميع بدون استثناء شرعية تحوي كل من يحمل سلاحه ويوجهه صوب فلول الإمامة، نعم على الشرعية أن تكون محور ارتكاز كل مكونات الشرعية على حد سواء دون تمييز أو تفضيل طرف على آخر.

كنا قد صدقنا أن الحملة الإعلامية التي تروج أن طارق عفاش لم يعترف بالشرعية، لكننا بعد تصريح طارق الأخير الذي يقول فيه (نحن نريد أن نكون جزءا من الشرعية)، على ما أعتقد أن العبارة واضحة ولا تحتاج إلى شرح.

فلا تأخذكم مواقفكم من الرجل إلى الفجور في الخصومة والإنجرار خلف مطابخ اعلامية لا تخدم إلا الحوثي، وبالذات في وقتنا الحالي والذي كل اليمنيين فيه في امس الحاجة لرص الصفوف في مواجهة العدو الذي لا يفرق بين إصلاحي ولا مؤتمري.

وعلى ما أعتقد أن تجاربكم مع الحوثي بخصوص التحالفات السابقة خير شاهد ودليل لمعرفة حقيقة الحوثي أكثر من غيركم.

وعلى ما أعتقد أن الخلل والسر وراء تفخيخ أي مصالحة بين مكونات الشرعية يكمن في تمسك الجميع (إصلاحيين ومؤتمريين وسلفيين) بهواشمهم وكل طرف يحاول جاهداً تلميع السلاليين الذين عنده.

وقد وصلت إلى قناعة مطلقة أن كل مشكلة أو حملة إعلامية ضد فئة أو جماعة أو حزب أو شخص محسوب على الشرعية أن الذي يقف وراءها هي السلالة الهاشمية.

وأنني ومن باب الإحساس بما يكمن خلف تلك المطابخ من أعراض جانبية لا تحمد عقباها والتي لا تخدم حزبا أو فئة من مكونات الشرعية كما تخدم الحوثيين.

ومن هذا المنطلق أدعو الجميع إلى التروي في أي حادثة أو إشاعة قبل أن تزنها بميزان العقل حتى لا تندم وتحمل الوطن تبعاتها.

فالوطن مثقل مثقل مثقل بالإعباء ولا ينقصه حمل فوق حملة.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك