محمد ناجي أحمد

محمد ناجي أحمد

تابعنى على

تقسيم اليمن وأقلمته مشروع "إخواني"

Thursday 01 April 2021 الساعة 10:15 am

تعقيباً على الكاتب الإصلاحي نبيل البكيري:

في تعليق لـ"نبيل البكيري" على مقالي المعنون"المصير الواجب والوحيد يمن وحدوي" يرد فيه على ما طرحته من أن تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم هو مشروع التجمع اليمني للإصلاح، نافيا ذلك، وناسبا مشروع التقسيم لستة أقاليم لجميع الأحزاب السياسية في اليمن.

لن أذهب لمناقشه اتفاقية العهد والاتفاق في عام 1993، وإنما سأتوقف عند مؤتمر الحوار الوطني وما صرح به المبعوث الدولي في اليمن ابن عمر في لقاء له مع قناة الإخوان المسلمين "الجزيرة" حين صرح بأن تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم كان مطلب تجمع الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام.

وبما أن الرئيس علي عبد الله صالح ظل في كل تصريحاته وكلماته وخطبه رافضا للأقلمة، لأنها كما يراها ليست ممكنة لا اقتصاديا ولا سياسيا، فهذا يعني أن المقصود بالمؤتمر الشعبي الموافق على الأقلمة هو مؤتمر عبد ربه منصور هادي، أي المؤتمر المظلة لنشاط الإخوان المسلمين في اليمن طوال العقود المنصرمة.

وبما أن عبد ربه منصور هادي تم استقطابه لصالح علي محسن وحركة الإخوان منذ ما بعد كارثة 13 يناير 1986، وصار أداة في يد علي محسن، كما يذكر لنا ذلك الرئيس علي ناصر محمد في مذكراته. "ذاكرة وطن" وكما يذكر لنا علي محسن في حوار له مع صحيفة أخبار اليوم ربما عام 2012 من أنهم كانوا على اتفاق تام مع عبد ربه بما يتعلق بتغيير "الرئيس" منذ ما بعد حرب 1994، أو ما سماه بالتغيير الذي تأخر إلى عام 2011م.

عوضا عن أن مشروع التقسيم إلى أقاليم تم تمريره بعد انتخابات 2006 باسم الشيخ العواضي عضو مجلس النواب والمحسوب على علي محسن، ونشر في الصحف التابعة لعلي محسن وتجمع الإصلاح...

إن الخطاب المناطقي لتجمع الإصلاح والتلويح بمواجهة "الهضبة" و"الزيدية السياسية "ليس من اختلاقنا بل نجده في تصريحات ومنشورات النائب الإخواني شوقي القاضي، ونجدها قبل ذلك بعد انتخابات 2006 في تصريحات الناطق الرسمي لتجمع الإصلاح محمد قحطان.

كما نجدها في منشورات توكل كرمان وهي تتحدث عن "سنحانهم" و"مخائنا" و "حُدَيِّيتنا" ونجدها في التعميمات بين كوادرهم التي تم بثها في مسيرات 2011 من ضرورة فك الارتباط مع الهضبة والتوحد مع عدن!

حينها توهم الإخوان أن حصاد حرب 1994 جعل عدن ولحج وحضرموت وشبوة والمهرة وأبين وسقطرى إخوانية خالصة لهم!

ونجدها في بيان للبرلماني الذي خراجه للإخوان "المعمري" حين حذر قبيل فتوحات الإخوان للتربة والحجرية من "خطر"، "التغيير الديمغرافي" للمخا والتربة، خطر سببه توطين أسر الجنود والضباط التابعين للعميد طارق محمد عبد الله صالح

خيار الحزب الاشتراكي كما هو معلوم أن يكون الجنوب إقليما واحدا والشمال إقليمين.

وخيار الحزب الاشتراكي بمحاذيره يحتاج إلى مقال مستقل يفكك هذه الفخاخ التي سقط فيها الحزب.

وخيار الوحدوي الناصري كما صرح به أمينه العام عبد الله نعمان في عام 2012م في لقاء صحفي أنهم مع الدولة المركزية البسيطة، لكنهم نزولا عند رغبة الآخرين وافقوا على الأقلمة.

إذن طريق تقسيم اليمن وأقلمته إلى ستة أقاليم هو مشروع الإخوان المسلمين في اليمن، وفق معايير ثقافية؛ أي معايير طائفية: مناطقية ومذهبية وجهوية... وهو الطريق الذي فرضه الإخوان باسم عبد ربه منصور هادي.

النقطة الأخيرة التي أعقب بها على الإصلاحي نبيل البكيري هو زعمه أنني أُبرئ ساحة الحوثيين من هذا الشتات الذي نعيشه.

وهذا لعمري ابتزاز ليس قميئا فحسب، لكنه محاولة تلوينية، تريد تسجيل أهداف بمرمى مفتوح، مستغلة مراجعاتي النقدية التي لم أتوقف فيها عن نقد الحركة الحوثية، في بعدها الطائفي واتكائها كهاشمية سياسية على أوهام الاصطفاء. 

بل إنني بالأمس كنت قد كتبت عنها منشورا يتعلق بتصفية خيار السياسة من خلال اغتيال قادة حزب الحق، كي لا يكون هناك من لغة سوى لغه البندقية، ولغة تطييف اليمن.

إن التخادم بين الحوثيين والإخوان المسلمين ليس فقط في تكريس أقنعة الطائفية المذهبية والمناطقية والجهوية بل وفي استثمار دماء الناس في بازار تحويلها إلى بنكنوت واستثمارات في الداخل والخارج.

لقد كتبت عن الحركة الحوثية تفكيكا لخطابها وعنصريتها وأنا مقيم بصنعاء، في وقت يعجز حزب كالإصلاح من تحريك قواه في صنعاء وغيرها لمواجهة خطاب الحوثية، بل إن قياداته في الجغرافيات المحكومة بالحوثيين تخاف من ظلها، ثم يأتي من يمارس ابتزازه والقول بأنني أغض الطرف عن كارثة الحوثية وما جنته على اليمن، من تطييف وتشظ!

لا يرعوي نبيل البكيري عن سرقة جهد فكري لمعاذ المقطري بخصوص ملكية فكرية لمركز دراسات باب المندب، كما لا يرعوي المليكي في قناة الجزيرة عن السطو على توصيفي لاغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي وتسميتي لتلك الجريمة بـ" الغداء الأخير" قبل سنوات من إنتاجهم لفيلمهم الوثائقي المعنون بـ" الغداء الأخير" في تناغم السطو على ما هو خاص وتعميم كوارثهم بنسبتها إلى الجميع.

لا يخفى على القارئ بؤس المعرفة لدى كتاب الإخوان وتواضع بل وضعف قدراتهم المعرفية، كما لا يخفى على القارئ مدى سطحية عدة شغلهم المعرفي.

إنهم لا ينطلقون من التزام معرفي بحسب تعبير "بيير بورديو" أو المثقف العضوي بحسب مصطلح جرامشي وإنما ينطلقون من فهلوة مكشوفة فحواها: "اللي تكسبُّه العبُّه" مثقفو ملخصات!

شاركوا عهد الرئيس علي عبد الله صالح، وظنوا أنه ورقة في يدهم كما ظن أنهم كرت استهلكه ورماه، ثم تجدهم يتحدثون عن استبداد العقود الماضية، بلغة لا يجيدها إبليس حين تبرأ من أعمال الذين أغواهم، وقال: إني بريء إني أخاف الله رب العالمين. 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك.