الحديث عن وحدة الصف حديث مثالي جدا، وبعيد كل البعد عن الواقع.
لا يوجد شعب بالعالم كله وحد صفوفه خلف تيار سياسي معين في أي عصر من عصوره، حتى البلدان المتقدمة والمتطورة، فما بالكم بالشعوب المتخلفة التي تعاني من العصبيات والعنصريات والمصالح الضيقة.
السياسة فن الممكن وليس فن المستحيل، ووحدة أصحاب الأهداف والمصالح المتناقضة في صف واحد، واحدة من المستحيلات.
كل التحولات التاريخية المهمة التي شهدتها بلدان العالم قام بها قادة أقوياء وتيارات منظمة عبرت عن رغبة غالبية السكان، ولم تعبر عن وحدة صفهم.
وهناك تيارات فرضت نفسها بالصميل ونجحت، لأن الناس وجدوا في مشروعها ما يناسبهم.
كثير من الذين يدعون اليوم لوحدة الصف هدفهم (صف) يقودونه هم ويستبعد غيرهم، والمضحك أن بعضهم من بين من ساهموا في تفتيت الحراك الجنوبي إلى 50 قسما بعد أن كان حراكا واحدا.
من حق كل جماعة أن تشكل لها مكونا سياسيا خاصا بها، ومن حق الناس أن تنحاز إلى المكون المناسب لها.
ومن يقف مع القضية الجنوبية وعقله برأسه لن يحتاج لمجهر إليكتروني لفحص المكونات التي تقف معها والتي تقف ضدها.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك