حسن الدولة

حسن الدولة

تابعنى على

الذكرى المئة والحادي عشر لميلاد النعمان

Tuesday 27 April 2021 الساعة 12:13 pm

الأستاذ أحمد محمد نعمان، أحد القمم الشامخة في تاريخ اليمن الحديث والصانع الأول للقضية اليمنية، وأول من نادى بالدولة المدنية، وأكثر أحرار اليمن علما ودهاء وسياسة ومن أسرة نضال وكفاح.

درس في زبيد حتى صار من العلماء المبرزين في العربية والفقه والحديث والأصول والتفسير.

وعند عودته من زبيد أسس مدرسة تدرس العلوم الحديثة في قريته الجبانة بذبحان عام 1350 هجرية، وقد تم إغلاقها بعد فترة بسبب تحريض أمير لواء تعز علي عبد الله الوزير رغم تشجيع ولي العهد أحمد للنعمان نكاية بالوزير.

ذهب النعمان بعدها إلى الحج ثم سافر إلى مصر ودرس في الأزهر وهناك قويت علاقته بالزبيري الذي لحق به فأصبح لا يذكر الزبيري إلا مع النعمان والعكس صحيح خلال مسيرتهما الوطنية.

وبعد سنوات عاد مع الزبيري إلى تعز ليكونا من جلساء ولي العهد أحمد، الذي أصبح أميرا للواء تعز بدلا عن علي الوزير الذي كان تسبب في ظلم آل النعمان بل ومشايخ تعز بشكل عام.

وقد أطلق ولي العهد على الزبيري شاعر اليمن وعلى النعمان خطيب اليمن واستاذها.

 ولأنهما -أي النعمان والزبيري- فقد انقلب عليهما الأمير أحمد وتوعد بأنه سيخضب سيفه بدماء من تسول لهم نفوسهم زعزعة الأمن والاستقرار، ولأنهما يعشقان الحرية فقد تمكنا من الهرب إلى عدن ومن هناك أقاما الدنيا على الإمام يحيى وبنيه، وأسسا حزب الأحرار وانضم إليهما أديب اليمن الأستاذ أحمد محمد الشامي صاحب كتاب "رياح التغيير" وكذلك الشهيد زيد الموشكي وأصدروا صحيفة، وكانت تأتي التبرعات من المغتربين اليمنيين في الخارج إلى الأستاذ النعمان وأغلبهم من لواء تعز، فكان يصرف على الأحرار في عدن وتزايد عدد الأحرار هربا من الإمام.

وبعد أن علم باغتيال الإمام يحيى عام 1948م خرج إلى تعز.. بينما سافر الزبيري جوا إلى صنعاء، وقد كان النعمان رافضا التحرك ومقترحا البقاء في عدن إلا أن زميله الزبيري ألح عليه بالتحرك فاضطر أن يتوجه مع مجاميع من تعز وإب إلى صنعاء لفك الحصار عليها.

وعندما وصل إلى ذمار كانت الإحاطة به ومن معه من قبل القوات الموالية للإمام أحمد وتم اعتقالهم وسوقهم إلى حجة فيما عرف بالقافلة النعمانية والتي صاحبتها إلى سجون حجة القافلة الصنعانية.

وهناك مكث بضع سنين في السجن مع بعض أولاد عمه، وقد شهد إعدام عمه الشيخ عبد الوهاب نعمان والد الشاعر الكبير (الفضول).

 وقد أثر على كثير من الشخصيات أبرزهم أبنا المتوكل نائب الإمام في حجة وكذلك الشيخ حميد بن حسين الأحمر الذي كان رهينة هناك، وكانوا أكثر الشباب تأثرا بشخصية النعمان وثقافته.

بعدها أمر الإمام بإطلاق صراحه وقربه من البدر حتى حصول انقلاب 55م في تعز الذي وقف ضده الأحرار.. فانحاز النعمان إلى البدر في الحديدة بطريقة ذكية ضد عمه الأمير عبدالله الإمام الجديد.

 وقد سافر بعد فشل الثورة إلى القاهرة مع البدر لتقديم الشكر للحكومة المصرية على موقفها من دعم الإمام ضد الانقلابيين، وهناك شجع النعمان البدر الذي أصبح وليا للعهد على الخطابة أمام الطلاب اليمنيين في القاهرة وإطلاق الوعود بالتصحيح ثم خطب النعمان نفسه أمام الصحفيين بموافقة البدر، وقال نحن مقبلون على حياة جديدة في اليمن من الإخاء والمساواة والتصحيح والمشاريع العملاقة وصياغة دستور لليمن.


وعندما عادا إلى اليمن استقبلهما الإمام بغضب ووضع السيف أمامه، وقال هذا هو الدستور يا نعمان فأنت دمار بيت حميدالدين وهدد ابنه البدر كذلك.

بعدها أحس النعمان بالخطر واستغل ذهاب البدر للحج فرافقه، ومن هناك طار إلى زميله الزبيري في مصر ليمارسا نشاطا قويا ضد الإمام أحمد.

 وقد عاد بعد ثورة 26 سبتمبر مدافعا عن الثورة في أكثر من مكان.

 وشكل استشهاد رفيقه الزبيري الذي كان بجانبه، شكل له نوعا من الصدمة والذهول، وتحت الضغط تقلد العديد من المناصب منها عضوية المجلس الجمهوري، ثم شكل حكومة لمرتين في عهد السلال والإيراني والذي قدم استقالته بعد ثلاثة أشهر من تشكيلها، بعدها غادر اليمن إلى بيروت وهناك استشهد ابنه محمد الذي شغل في فترة من الفترات منصب وزير الخارجية، وقد استشهد برصاصات غادرة.

 ظل النعمان بعدها متنقلا من دولة إلى أخرى حتى توفي عام 1997م عن عمر 87 سنة وكان ذلك في جنيف التي استقر فيها.

 رحم الله الأستاذ المجاهد أحمد محمد النعمان..

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك.