سامي نعمان

سامي نعمان

تابعنى على

يا أهلنا في اليمن.. اتقوا الله في أرواحكم ومن تحبون

Saturday 01 May 2021 الساعة 07:56 pm

يا أهلنا في ماوية.. يا إخواننا في تعز واليمن.. أمس صدرت إحصائية مكتب الأوقاف بعدد الوفيات التي دفنت في مقبرتي الأجينات والسعيد فقط خلال 4 أسابيع.. 255 حالة.. 

عشرات الحالات لم ترصد في مقابر أخرى، وأغلب الحالات المرصودة لم يحدد سبب وفاتها..

في ماوية وحدها.. هناك مئات بل آلاف الإصابات بفيروس كورونا، وهناك عشرات الوفيات في مديرية واحدة ضمن "دويلة" الحوثي التي تكفر من يقول بانتشار كورونا.

قريتنا وقرى أخرى مجاورة لها أقفلت بيوت بأكملها.. حيث يتفشى الوباء الذي يسمونه "جزاعي" أو "جازعة".

ولولا لطف الله لكانت الجنائز تذكرنا بجائحة الحصبة "للأطفال" في السبعينيات والثمانينيات، كما أخبرني أحد أبناء قريتي أنه عاد من السعودية في إجازة، ودفن خلال أسبوعين 19 طفلا من قريتنا الصغيرة، كان أغلب آبائهم مغتربين.

واليوم كورونا يفتك ويحصد شبابا وكبارا، ويتوارى الناس خجلا كأنه جريمة شرف.. كورونا ليس جريمة.. لكن الجريمة أن تنكره وتتواطأ مع أسباب تفشيه.

كنت حتى في فترة الانحسار إذا أصبت بزكام أو حمى وسألني أصدقائي ماذا بك، أرد عليهم "كورونا"، مع أن غالب مشكلتي انخفاض في درجة الحرارة.

كورونا ليس عيبا، بل يحتاج جرأة ومواجهة واحترازا، والحرص على من تحب ونفسك.

كورونا لا يرحم أحدا ولا يميز بين الناس..

اتقوا الله في أرواحكم وأنفسكم ومن تحبون.

الإنكار لا يغير شيئا ولا يحمي نفسا.. البحث عن أسباب أخرى للوفاة مجرد عجز ويأس.

لدينا وباء متفش كالطاعون، وعلينا مواجهته بجرأة وحزم.. وأن تخالط ولا تصاب بأذى فذلك لا يعني أنه كذبة، وأن تصاب ولا تنطرح أرضا فذلك لا يعني أنك بطل.

فلربما تكون قتلت غيرك باستهتارك..

والأنكى من ذلك كله، أن يأتي من يقول لك بناء على مؤشرات خيالية بأن الموجة الثانية انتهت أو تكاد!.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك