كان الحوثي في بداية الحرب يستجدي السلام، واليوم مجلس الأمن ودول العالم ودول التحالف وحكومة المملكة وحكومة الشرعية يستجدون من الحوثي السلام، وهو مطنش لهم كلهم.
عندما تكون قوياً سيحترمك حتى أعدائك، وعندما تكون ضعيفاً سيستخف بك حتى أصدقائك، هذه هي القاعدة، ولذلك من أراد أن يزاحم على المستقبل فعليه بالقوة أولا وثانيا وثالثا وأخيرا.
* * *
وجود القاعدة في مأرب واحدة من النقاط التي تضعف موقف الشرعية، وتقوي موقف الحوثي خارجياً.
لا نعرف ما هي الحكمة من مهادنة الشرعية للجماعات المتطرفة في المناطق التي تسيطر عليها، في وقت تعمل فيه الدول الكبيرة التي تتحكم بهذا العالم على محاربتها ومحاربة من يحتضنها؟!
* * *
لا تنتظروا من الانتقالي خطوات كبيرة، الوضع السياسي معقد أكثر مما قد يتصوره البعض، الانتقالي مقيد من التحالف، والشرعية مقيدة، ومن يحاول منهم أن يتخلص من تلك القيود سينتف ريشه، وسيخسر كل شيء.
من يرد علاقة متكافئة مع التحالف فعليه أولاً أن يكتفي بنفسه، أما من يعتمد براتبه وسلاحه على التحالف فلا مفر له من الإذعان.
* * *
الكذب الجميل والصدق المرير:
كان لي زميل عزيز، الله يرحمه، يحب سماع الأخبار السارة فقط، اتصلت فيه مرة من إدارة المرفق الذي كنا نعمل فيه إلى مقر السكن، ونقلت له خبرا سارا، ففرح جدا، كلمه الزملاء الذين كانوا بجانبه قالوا لا تفرح شوفه يمزح معك، قال لهم حتى لو كان يمزح معي أنا تعجبني مثل تلك الأخبار.
الكثير منا يحب سماع الذي يتناسب مع مزاجه ومع قناعاته فقط، ولذلك عندما تنقل للناس الكذب سيصفق لك الكثير، وعندما تنقل لهم الصدق سيزعل منك بل وسيشتمك الكثير.
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك