لا يزال الفيروس البغيض ينتقي ضحاياه بعناية ليختار أزكى النجوم وأنقى الدماء.
وعندما يكون الضحية بحجم ومكانة نجم كروي ظل ساطعاً لعقود متواصلة في سماء الكرة والرياضة الجنوبيتين كما هو حال الكابتن سامي نعاش، فإن الأسى والمرارة يتضاعفان وتعجز الأقلام والمحابر عن العثور على المفردات المعبرة عن هول الفاجعة وحجم المأساة.
ينتمي سامي نعاش إلى زمن النجوم الاستثنائية الجميل، حينما كان ناد من الأندية الجنوبية يتعملق على مستوى الساحة الرياضية العربية ويخطف المراكز المتقدمة من أقوى الفرق الوطنية في أكثر البلدان العربية عراقةً وأكثرها مهارة في تقاليد كرة القدم وبقية الألعاب.
سامي نعاش ينتمي إلى زمن النجوم الكبار، أمثال طارق ربان، عبد الله هرر، وأبو بكر الماس، ناصر هادي، عوضين، محمد صالح، عدنان السبوع، جميل سيف، عثمان خلب، عبد الرزاق، نشطان، وأحمد مهدي والشيبة الطامي، خالد عفارة، وصالح بن ربيعة ونعمان شاهر وصالح هزاع، وجدان شاذلي، حيدرة الشلن، سالم كنبل، فيصل محمد سعيد، سالم العريس وغيرهم من النجوم الذين خلدوا أسماءهم بأحرف من نور بما قدموه للكرة الجنوبية من عطاءات لن تندثر من صفحات كتاب التاريخ الكروي الجميل مهما تعاقبت الأجيال وتقادمت الأزمنة.
غياب النجم الكابتن سامي نعاش عن عالم الكرة، وعن كل هذه الحياة الفانية ليس خسارة لنادي التلال ولا للأسرة الكروية الجنوبية وحدهما، بل إنه خسارة كبيرة لكل الجنوب، شعباً ووطناً ومجتمعاً، فأمثال سامي كانوا وسيظلون ثروة وطنية كبيرة لا يدرك قيمتها إلا من أدرك القيم والمعاني والأخلاقيات والمثل التي تصنعها كرة القدم لدى الأجيال، وما تمثله من مكانة وطنية وتربوية ومعرفية وأخلاقية وإنسانية رفيعة.
رحم الله الفقيد الكابتن سامي نعاش وأسكنه فسيح جناته.. وصادق العزاء لأسرته وأهله وذويه ومحبيه ولنادي التلال العريق، إدارة ولاعبين ومشجعين، ولكل الأسرة الكروية في عدن وكل الجنوب .
إنا لله وإنا إليه راجعون.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك