تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صباح الأربعاء، نبأ وفاة عبد الوهاب الديلمي، وزير العدل في حكومة حرب 1994م والقيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، وصاحب الفتوى الشهيرة بإباحة قتل النساء والأطفال والعجزة الجنوبيين، واستباحة أملاكهم وأراضيهم أثناء الحرب بذريعة درء المفسدة الكبرى، التي فسرها "بانتصار الكفار الجنوبيين"، بعد تعرضه للإصابة بفيروس كورونا.
ليس هذا مقام الشماتة فكلنا ذاهبون في نفس الطريق، تقاةً وعصاة، صادقين وكاذبين، أدعياء وأوفياء.
لكن ما ينبغي تذكره دوما أن تسخير الدين لأغراض سياسية أمرٌ مهين للدين نفسه، والأكثر إهانة لهذا الدين أن يتم تسخيره لأغراض مناقضة لمبادئ وأسس هذا الدين، وأهمها الصدق والأمانة والعدل الحق ومكارم الأخلاق، وهو ما جرى في العام 1994م.
"الديلمي" بين يدي ربه، وهو الأعلم بما في ملفه من السيئات والموبقات، ومن المحاسن والحسنات، وهو من سيجزيه بكل واحدة منها من جنسها، فهو القائل في محكم كتابه الكريم: (إنكم لذائقو العذاب الأليم. وما تجزون إلا ما كنتم تعملون).
لكم تمنيت أن يقوم حزب الديلمي، التجمع اليمني للإصلاح بالإيعاز للرجل بنشر اعتذار عن خطيئته (أعني خطيئة الحزب)، لأن الرجل كان يتحدث باسم الحزب، لكن نهج المكابرة والاستعلاء ما يزال هو المتحكم في سلوك الزملاء في قيادة التجمع.
ومع ذلك ما يزالون ينتظرون الشكر والمكافأة من الجنوبيين، على ما فعلوه بهم هم وشركاؤهم منذ صدور الفتوى القبيحة.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك