محمد ناصر العولقي

محمد ناصر العولقي

تابعنى على

الجنوب وخطر النزعة المناطقية والشحن القبلي السلبي

Wednesday 02 June 2021 الساعة 04:10 pm

قدمت اليوم مداخلة في ورشة عمل أقامتها الإدارة السياسية في القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بأبين تحت عنوان "تأثيرات النزعات المناطقية والشحن القبلي وإثارة الفتن والثارات على النسيج الاجتماعي الجنوبي وسبل مواجهتها".

كان مرتكز مداخلتي أن نزعة الانحياز للانتماء القبلي والمناطقي هي نزعة إنسانية لا يمكن لأي امرئ منا أن يخلو منها في مجتمعنا الجنوبي، غير أن المعيار الدقيق الذي يمكن لنا استعماله في تقييمها والحكم عليها هو معيار التوظيف.

فالتوظيف الإيجابي نراه واضحا في التضامن في سبيل خدمة المجتمع المحلي والوطن الجنوبي عموما عن طريق إقامة المشاريع الأهلية كالطرقات والمدارس ومياه الشرب وإصلاح ذات البين ودعم الفقراء من أبناء القبيلة والمنطقة والنفير القبلي والمناطقي للدفاع عن الجنوب وقضيته والتنافس بين القبائل والمناطق في أعمال الخير والنضال الوطني.

أما التوظيف السلبي فنراه في التحريض والممارسات التي تؤدي إلى الضرر وخاصة التمييز والعدائية والعنف، وتفكيك وحدة النسيج الاجتماعي الجنوبي، حيث تصبح هذه النزعة في هذه الحالة مندرجة ضمن خطاب الكراهية، وتشكل خطرا فتاكا على المجتمع والوطن الجنوبي يهدد وحدته وتماسكه ويفتته إلى مجموعات متصارعة صراعا بينيا، فينشغل المجتمع بإيذاء وإلحاق الضرر بنفسه بدلا من الانشغال بقضاياه الوطنية النضالية، ويستنزف طاقاته وإمكانياته في صراع عبثي مما يسهل لخصومه وخصوم قضيته السيطرة عليه وابتلاعه والتحكم به وابقاءه مرتهنا لإرادتهم ومشاريعهم وتحت رحمتهم.

ولعل أولى مهام الجنوبيين جميعا في هذه اللحظة التاريخية هي مكافحة ومواجهة هذه النزعة المناطقية والشحن القبلي السلبي ضد بعضهم البعض بكل الوسائل الممكنة لأنها تمثل الخطر الأكبر على القضية الجنوبية والمشروع الجنوبي لاستعادة الدولة الجنوبية.

ويقع على الجنوبيين جميعا واجب تعزيز الألفة وإشاعة المحبة وسد ذرائع الفتنة والتفرقة والتنازل لبعضهم البعض في سبيل الهدف الكبير المتمثل في استعادة دولة الجنوب وبناء جنوب حديث يستوعب كل أبنائه.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك