لم يتعلم المتحكمون في شؤون محافظة شبوة من العبر التاريخية الطويلة والمتعددة، ولم يعتبروا من دروس الزمن وحكمته.
هم يرون إمساكهم المؤقت بالسلطة نهايةً للتاريخ، ولم يتعلموا أن السطو على السلطة أو حتى الفوز بها بطريقة مشروعة لا يمنح الحاكم الحق في المنح والمنع بلا معايير ولا ضوابط، فضلاً عن استخدام القوة المفرطة لمواجهة الرافضين للسياسات العرجاء والمطالبين بحقوقهم المشروعة.
لا يرغبون في سماع أصوات رافضة لطريقة إدارتهم للمحافظة بل يصرون على المواجهة المسلحة مع من لا يروق لهم صوته، ولو كان على الحق ولو كانوا هم على الباطل كما في غالب الأحيان.
أسوأ ما تتمظهر به الأزمة السياسية في محافظة شبوة يكمن في أن المتحكمين في صناعة القرار يمثلون لوناً حزبياً واحداً وهو اللون الذي لا يعلم قادته أنه قد صار ممقوتاً في كل اليمن شمالا وجنوبا، ومرفوضا في مناطق ولادته ونشأته.
والأسوأ من كل هذا هو أن استئساد حكام شبوة على أبنائها لم يتمظهر إلا بعد غزوة أغسطس حينما جيش الهاربون من مأرب والجوف ونهم على شبوة ليتخذوا منها موطناً بديلاً عن المواقع التي سلموها لعدوهم (المفترض).
متى يعي هؤلاء أن البناء القائم على الوهم سينهار ولو بعد حين؟
وأن المواطن هو صاحب الحق وما الحاكم إلا أداة لحماية هذا الحق؟
حفظ الله شبوة وكل الجنوب، وكل ضحايا القمع والترهيب، من شرور الأشرار وفجور الفجار.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك