د. عادل الشرجبي

د. عادل الشرجبي

تابعنى على

جماعات الإسلام السياسي جدها واحد

Saturday 10 July 2021 الساعة 09:27 am

صديقي الذي اعترض على استخدامي لمصطلح "الإسلام السياسي"، وقال إن الإسلام واحد، وإن "المطالبة بحكم الإسلام والانقياد والخضوع لاحكامه من شروط صحة الإسلام ومن ابجدياته واركانه "{هذا النص منقول حرفياً}، أقول له: يا صديقي العزيز، سأبسط لك المسألة في النقاط التالية:

1- أنت رجل مسلم، وكذلك اليمنيون س، ص، ع، وهؤلاء الأخيرون الثلاثة منخرطون في أحزاب سياسية (الناصري، المؤتمر، والاشتراكي)، وكل حزب من هذه الأحزاب يسعى للوصول للسلطة، وله إيديولوجية يسعى إلى تطبيقها.

2- أنت مؤطر حزبياً في إطار التجمع اليمني للإصلاح، وهو حزب سياسي يسعى، مثل باقي الأحزاب، للوصول للسلطة، ويقول إنه يتبنى إيديولوجيا إسلامية.

3- وفقاً للمقدمتين السابقتين فإن التجمع اليمني للإصلاح حزب من أحزاب الإسلام السياسي. 

4- عندما تقول إن الإسلام واحد، اتفق معك في هذه النقطة، ولكن للأسف، هناك فرق إسلامية كثيرة، وكل واحدة منها تفسر النصوص الدينية حسب مصالحها السياسية، بل إن الجماعة الواحدة يختلف تفسيرها للنصوص الدينية حسب اختلاف مصالحها، فالسنة والشيعة يختلفون حول الإمامة والخلافة، وكل فرقة تدعي أنها تمثل الإسلام الصحيح.

 والحقيقة أن كل واحدة منهما توظف النص الديني لخدمة مصالحها.

 ومثل آخر أقدمه لك من تاريخ العمل السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، فقد كان الشيخ الزنداني وآخرون من جماعة الإخوان المسلمين ضمن لجنة إعداد الدستور الدائم للجمهورية العربية اليمنية، وأصروا على تضمين الدستور مادة تجرم الحزبية، لأن الشريعة الإسلامية تحرمها كما ادعوا آنذاك، والحقيقة أنهم فسروا الشريعة حسب مصلحتهم السياسية، والدليل أنهم حللوا الحزبية عام 1990، وكان الزنداني ضمن اللجنة التحضيرية لتأسيس (حزب) التجمع اليمني للإصلاح. 

أتمنى أن تكون قد استوعبت مبررات استخدام مصطلح الإسلام السياسي.

5- عندما تقول: "المطالبة بحكم الإسلام والانقياد والخضوع لاحكامه من شروط صحة الإسلام ومن ابجدياته واركانه"، أي نموذج من نماذج التطبيق تقصد؟ هل هو: الإيراني أم التركي، أم السعودي، أم الماليزي، أو الأندونوسي، أو اليمني، أو نموذج القاعدة أو داعش؟

 فكل دولة وجماعة من هذه الدول والجماعات تدعي أنها تطبق الإسلام الصحيح.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك