مختار محرم

مختار محرم

تابعنى على

عفاش.. خلود أبدي لآخـر الأقـيال

Sunday 18 July 2021 الساعة 05:57 pm

لو أن أحدهم خلال الفترة من 2007م (مرحلة النضج الفكري وبلوغ عمري 30 عاما) إلى 2017م قال لي انني سأبكي عند وفاة علي عبد الله صالح لسقطت على ظهري من الضحك.

لم أكن أتخيل ذلك مطلقا.. كانت نظرتي لعفاش طوال عمري وعمره أنه داهية، فاسد، متمسك بالسلطة حد الجنون!

لكنني حين مات وجدتني أبكي بحرقة وبقيت أياما عديدة أقول لنفسي: هل حقا مات عفاش؟ 

وأجد الصمت والدمع هو الإجابة!!

 ولا زلت أحيانا لا أصدق أنه رحل ولا أصدق أيضا أنني بكيت عليه.

لقد أثبتت السنوات الأخيرة أن مشكلة اليمن لم تكن في النظام.. بالعكس فقد كان النظام بفساده وبشموليته يغطي كثيرا من عيوبنا وفسادنا وأحقادنا التي طفحت على السطح بعد رحيله.

(ما كنت أحسب أني سوف أرثيه

وأن شـعري إلـى الـدنيا سـينعيه)

وأنــنـي بــعـد أن ألـبـسـته حــلـلا

مـــن الأمــــان سـأبـكيها وأبـكـيه

مـضـى إلى وعده كالفجر مـرتحلا

تـحـفُّـه دعــوات الـشـعب تَـهـديه

فـاسـتـقبلته ســمـاء الله بـاسـمـة

وأرسـلـت نـسـمةً جـذلـى تـحـيِّيه

وخـلفه الأرض فـي حـزن تـودعه

وتــسـأل الليل أن يمضي لـتؤويه

وكيف تؤوي الذي آوى ملامحهـــا

فــي قلبــه وسقــاهــا مـن تلظيـه

وكيف تؤويه والسياف يحكمهـــا

وفــي دجـى كهفـه يغفــو تجنيـه

وكيف.. والصرخة العمياء تبعدها

عن المسـار الذي قد كان يمشيــهِ

(عفــاش) مالــئ دنيانـــا وشاغلهـا

مضى إلى الموت عاد الموت يحييه

تـبكي عـليه جـموع كـنت أعذلهـا

إن أعـلـنـت أنـهـا بـالـروح تـفـديه

رحـلـتَ يــا آخـر الأقـيال مـتشحا

بـالنور فـي لـيل حـزن سادر التيه

رحلت والشر في ضحكاته عفنٌ

وينضح الزيــر دوما بالذي فيــه.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك