قبل ايام تابعت نشطاء يافع وهم يتحدثون عن معركة البيضاء بحماس وكانت يافع -بكل اطيافها- متحفزة لهذه المعركة اكثر من البيضاء نفسها.
التحق العديد من ابنائها بالجبهة وكان الكثير -أيضا- يجهز نفسه للحاق بهم ومشاركة ال حميقان تحرير البيضاء، بل كانت شعاراتهم تتحدث عن ما وراء البيضاء وصولا الى صنعاء.
كانت هناك اصوات -وانا منهم- ضد هذا الحماس الذي قد يؤدي إلى إقحام يافع بهذه المعركة وحيدة لتتحمل عبئها منفردة بعد ان تعبت الناس من الحرب وأصبحت البيضاء وغيرها من المحافظات شمالا مستسلمة تماما للحوثي وتعتبر العدو يافع وليس الحوثي.
استمرت يافع بحماسها لهذه المعركة ولكنها تفاجأت خلال يوم واحد بسقوط كل المواقع وانهيار الجبهة وعودة ابنائها الأولين منكسرين بسبب الهزيمة المفاجئة والانهيار غير المفهوم الذي حدث للجبهة.
الجميع شعر بأن خسارة هذه المعركة كانت خسارة ليافع ولم تكن خسارة للبيضاء، كانت كذلك لأن يافع وحدها راهنت على أن المعركة هي معركتها وأن يافع والبيضاء واحدة وانتصار البيضاء هو انتصار لها لكنها لم تتوقع أن يحدث هذا الانهيار المفاجئ للجبهة بسبب حالة السلم والتعايش بين المجتمع والحوثيين بهذه المناطق.
شعرت يافع كلها بمرارة هذه الخسارة ومع ذلك أصبحت اليوم تواجه أقذع الشتائم من المتخاذلين -شرعية وغيرها- الذين تركوها وحيدة تواجه الحوثي!
كان هذا الدرس الذي تلقته يافع قاسيا ولن تفكر هي او غيرها مرة أخرى بالمغامرة لخوض معركة تتعدى حدودها كما تعلمت الضالع من قبلها وتوقفت عن مغامراتها.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك