ماجد زايد

ماجد زايد

تابعنى على

الإخوان وسيناريوهات ما بعد تونس

Wednesday 28 July 2021 الساعة 05:28 pm

عندما أقام الإخوان المسلمون ثورة على الرئيس اليمني السابق، خاطبهم في أكثر من مرة، عن ضرورة جعل الصندوق الانتخابي هو الفاصل، لكنهم تجاهلوه وتجاهلوا خطابات الديموقراطية المزعومة، وأمامها لم يتجاوزوا عبارات الثورة الشعبية والواقع الثوري المفروض.

واليوم يتحدثون عن الديموقراطية وأهميتها في مواجهة المظاهرات الشعبية التونسية، وفي المقابل، لا أحد يهتم بديموقراطيتهم المبنية على أساس الفوز أمام الغليان الشعبي.

نعم الديموقراطية مهمة جدًا، لكنهم يتجاهلونها دائمًا عندما لا تكون في صالحهم، ويقدسونها حينما شارفوا على المغادرة بفعل الغليان الشعبي.. 

كيمنيين، نحن لا نتشفى بهم، لكننا نعرف جيدًا أساليبهم وطبيعة خطاباتهم وتناقضاتهم.

 لقد ضاع منا وطن، بفعل سعيهم المتناقض للسلطة المكتسبة على أساس تجاهل الديموقراطية، أليس هذا صحيحًا..؟!

*  *  *

الإخوان المسلمون لم يخلقوا للسلطة، لقد خلقهم الله لأمور أخرى، لماذا لا يكتفون بها..؟!

*  *   *

أي شخصية سياسية وطنية وقوية تشترك في فعلها السياسي مع الجماعات الدينية لإدارة الحكم، ستدرك مع الوقت ضرورة التخلي عنها وحتمية إبعادها من المشهد العام للبلاد، كمصلحة عليا لا بد منها..!

ما فعله قيس سعيد مساء الأحد، ومن قبله السيسي، كان خيارًا لا بد منه، وغاية شعبوية جامعة.. هذه حقيقة واضحة، بغض النظر عن مشهد الثكالى الحزينات والمؤدلجات في السياسة.

*  *  *

فرح، فتاة تونسية قالت لي قبل عام: الشعب التونسي أمام خيارين، إما بناء دولة قوية، أو البقاء مرهونًا لحركة دينية..

التونسيون يعرفون طريقهم جيدًا..

*  *  *

قطر بمنظومتها الإعلامية والسياسية هي أكثر المتضررين من عودة الشعوب العربية لتسوية أمورها وإبعاد المتأسلمين عن واجهتها وسلطاتها.

 ليس هذا فحسب.. فخسارة إخوان تونس على وجه الخصوص، تعتبر ضربة قوية وموجعة، كونهم الشكل الأكثر نضجًا وتباهيًا بالمدنية والتحضر، بل وتحكمًا في سلطة الدولة على مستوى الوطن العربي، وبسقوطهم تكون بقية الأقطار أكثر أحقية بالسقوط والتلاشي منهم بالبقية.

 قطر المتحالفة مع تركيا وإيران تمثل القوة المستقبلية لكل تيارات الدين السياسي، السني منهم والشيعي أيضًا، الإخواني والإيراني على حد سواء، وبالمقابل، لا أظن قطر مستعدة لخسارة أقطار أخرى، ولأجل نفوذها وصراعها ستزيد من دعمها ومساندتها لبقية توابعها المتدينين سياسيًا، في اليمن بشقيهم الإخوانيين والحـ وثيين، بالإضافة إلى إخوان ليبيا، كونهم الأطراف الوحيدة المتبقية على الأرض كأوراق سياسية مهددة لبعض دول الخليج المتصارعة معها.

الصراع العربي العربي سيتحول وسيظهر بشكل أوضح بين قطر والإمارات، بعد انسحابات السعودية من ملفات بعض الدول، وسيكون القادم أكثر أحداثًا ولعبًا وتهديدًا بينهما، والذكي من كل تيارات الدول العربية هو من يستغل معطيات الصراع والضخ المهول لصالح بلاده وشعبه، تمامًا كما فعل السيسي والسوداني والرئيس التونسي.. 

*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك