د. محمود السالمي

د. محمود السالمي

تابعنى على

اليمن وتوظيف الدين.. التاريخ يكرر نفسه

Sunday 08 August 2021 الساعة 09:19 am

مثلما يتم توظيف الدين اليوم، وتم توظيفه في حرب 94 على الجنوب، تم توظيفه زمان من قبل الإمام إسماعيل، في اليمن الأسفل. إذ فرض عليهم ضرائب كبيرة وجائرة، بحجة أنهم كفار تأويل، لأنهم كانوا تابعين للعثمانيين.

النص التالي من مخطوطة تاريخية زيدية: 

((عندما سأله بعض أقاربه عن هذه المطالب الشهرية ببلاد اليمن الأسفل، وسبب أخذها كان من جملة جوابه، أن مذهب أهل العدل أن المجبرة والمشبهة (يقصد بهم الأتراك) كفار، وان الكفار إذا استولوا على أرض ملكوها، ولو كانت من أراضي المسلمين وأهل العدل، وأنه يدخل في حكم من والاهم، واعتزى إليهم، ولو كان معتقده يخالف معتقدهم، وأن البلد التي تظهر فيها كلمة الكفر، بغير جوار كفرية، ولو سكنها من لا يعتقد الكفر ، ولا يقول بها أهله.

ثم قال هذه الأصول معلومة عندنا بأدلتها القطعية ومدونة في كتب أئمتنا ولا ينكر ذلك عنهم أحد ممن له أدنى بصيرة، ومعرفة بصفاتهم، كالأزهار وغيره، إلى أن قال، فإذا استفتح الإمام شيئا من البلاد التي تحت أيديهم فله أن يضع عليها ما شاء، سواء كان أهلها ممن هو باق على ذلك المذهب أم لا، فالمقلد من الناس إن أراد أن يكتفي بالتقليد فهذه الأمور معروفة في المختصرات، وأن أحب الوقوف على الدليل في المبسوطات ما يكفي ويشفی)).

*  *  *

عندما دخلت قوات الإمام يحيى إلى الضالع ومن ثم ردفان في سنة 1923م، ساقوا الأسرى الذين قبضوا عليهم في ردفان بالسلاسل، وفيهم شباب من يافع ومن كل المناطق التي حضر شبابها لدعم قبائل ردفان، وكان الجنود في حالة نشوة أثناء الطريق إلى قعطبة، ويرددون زوامل مذهبية زيدية فورت دم الأسرى، فوقف واحد حميقاني وجاب زامل للأسرى على نفس القافية فجلسوا يرددونه حتى سكت العسكر:

ياذي الكتائب ذي بديتي = مالش من السني سلامة.

الله عليش اليوم أكبر = قامت على بوش القيامة.

المصدر (هدية الزمن).

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك