المثقف العضوي هو ذلك المثقف الرسالي، الذي يبقي على فكر الشعار، وينسف فكر المحتوى بإعطائه محتوى أسمى من شأنه أن يغير الواقع، أي أنه يغير الفكر ويبقي على الشعار.
وهكذا نجد أن المفكر العضوي يساهم في تطوير وعي الناس، عكس المثقف السلبي، حتى ولو كان موسوعيا إلا أنه لا يمتلك خطابا يلامس حياة الناس وقضاياهم ومشاكلهم.
فهناك مثقفون كبار لا يفهمهم الناس، فلو ألقى أحدهم كلمة لما فهمه إلا النخب القليلة، بينما المثقف العضوي، ينطلق من فكر ووعي الناس.
وبحسب المفكر اليساري الأيطالي غرامشي، فكل البشر مثقفون بمعنى من المعاني، ولكنهم لا يملكون الوظيفة الاجتماعية للمثقفين، وهي وظيفة لا يمتلكها إلا أصحاب الكفاءات الفكرية العالية الذين يمكنهم التأثير في الناس.
ومن هنا يستخلص الفارق بين المثقف التقليدي والمثقف العضوي.. الأول يعيش في برجه العاجي ويعتقد أنه أعلى من كل الناس، في حين أن الثاني يحمل هموم كل الطبقات وكل الجماهير وكل الفقراء والمحرومين والكادحين.
هذا ما يؤكد أن لدينا فائضا من المثقفين، وقلة نادرة من المفكرين الرساليين العضويين.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك