محمد عزان
تمييز بعض فئات المجتمع أداة للفتن والصراعات
إذا أردت أن تسقط عرشًا أو تقوض سلطة فلا تُعِدّ العدة لحربها؛ ولكن أقنعها بأنها ليست راعية للجميع من تحت يدها، وأنها كأي فرد مِنّا، مجرد طرف مقابل آخر.
ثم اخلق لها ذرائع مختلفة تثخن بها الأطراف الأخرى قهرًا وذلًا..
فهذا مؤمن وذلك منافق، وهذا شيعي والآخر سني، وهذا شمالي وذاك جنوبي، وهذا مواطن والآخر وافد.. الخ.
يا صديقي:
ما سقطت إمبراطورية قارون وفرعون وهامان إلا بعد ما استكبروا بتمييز بعض فئات رعيتهم على بعضها، وحاسبوا الناس على طبيعة انتماءاتهم، وليس على طبيعة سلوكهم.. {فَكُلًّا أَخَذنا بِذَنبِهِ، فَمِنهُم مَن أَرسَلنا عَلَيهِ حاصِبًا، وَمِنهُم مَن أَخَذَتهُ الصَّيحَةُ، وَمِنهُم مَن خَسَفنا بِهِ الأَرضَ، وَمِنهُم مَن أَغرَقنا، وَما كانَ اللَّهُ لِيَظلِمَهُم وَلٰكِن كانوا أَنفُسَهُم يَظلِمونَ}.
* * *
يقال: إن الحرية أن تفعل ما تشاء متى ما تريد..
وهذا لا يتحقق أبدا إلا إذا خرج الإنسان من سجن رغباته ومخاوفه، وذلك أمر مستحيل.
إذْ لا يمكن لإنسان أن يتخلى عن كل ما يحب، ولا أن يحصل على حصانة من المتاعب التي قد تداهم حياته أو تتسبب في معاناة أسرته وما يهتم لأمره؛ إن فعل ما يشاء متى ما يريد!
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك