سامي نعمان
الجرائم الجنائية بعد حوادث المرور.. الأعراف بديلاً للقانون!!
عندما غاب القانون في جرائم حوادث السير وحدث عرف ثلثين بثلث المخزي، وأصبحت الدية نوعاً من العيب حتى وإن كان سبب الحادث الاستهتار المعلوم بالضرورة نتيجته.
صارت أرواح الناس رخيصة على قارعة الطرقات، لأن القاتل "غير المتعمد" الذي يرتكب عملاً يفضي غالباً إلى الموت، لم يجد من يردعه للحفاظ على أرواح الناس.
أكثر من ذلك، سمعت شخصياً كيف أصبح هذا القاتل المستهتر محل إعجاب الناس، في أكثر من مقيل في صنعاء وأب وتعز وأبين وعمران.
إذ ثمة من يتحدث عن "سائق فنان لكن قد بذمته كم يا أرواح وكم يا أوادم"، وكله بسبب سماجة العفو والعرف الاجتماعي السيئ الذي خلف عشرات آلاف الأيتام والمعاقين في ظروف مزرية، وترك القاتل باستهتاره وتهاونه يمارس مزيداً من الجرائم.
وفي النهاية ثور واثنين من المشايخ الدواشين الذين يعرفون كيف يرفعوا لأهل الضحايا -الذين ليس لهم علاقة مباشرة غالباً- بالمديح حتى يسامحوا، بل وصلت قلة الحياء للتنسيق المسبق ليقولوا عند "الهجر" مقبول ومرجوع عشان لا يخسر المسكين حتى قيمة الثور المستأجر للعرض وغسل الدماء، لكن أولاد الضحايا يتركون أعمارهم يتجرعون الذل والفقر بعد وفاة عائليهم.
والآن يراد لقاتل لم يعرف قلبه ذرة رحمة وهو يمارس القتل البطيء الموثق بالتعذيب المستمر لساعات، الخلاص، حتى تشيع جريمة محل السباعي (وليس آل السباعي) وكأنها من قبيل حوادث المرور القبيح التعامل فيها أيضاً.
صاحب صنعاء والمحويت وعمران وذمار أو حجة وصعدة اهتز لجريمة الأغبري قبل صاحب تعز، الذي يُعيّر اليوم من قبل المظللين الذين يصورون الجريمة من الأعلى، بنفوذه "الفيسبوكي" الذي أثر في مسار القضية.
بيد أن العشرات من تعز كما محافظات كثيرة غيرها يقتلون في جرائم فظيعة، بينها اغتصاب وقتل، تذهب أدراج الرياح ولا تفتح لها حتى ملف في النيابة.
الجريمة الخبيثة في هذا السياق هي إضفاء الطابع المناطقي القبيح في مرافعات "فيسبوكية" يتبناها مظللون، في انحدار قيمي وأخلاقي متواطئ حد السفه مع الجريمة.
وتصبح جريمة فاحشة ومقززة وأكثر خبثاً على منوال جلادي الأغبري حين يتبناها بهذا المنطق قاضٍ أو رجل قانون.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك