د. محمود السالمي
التظاهرات السلمية ليست تخريباً وقطع طرقات
طيلة ثورة الحراك الجنوبي السلمي التي استمرت حوالى عشر سنوات، لم تُقطع طريق، ولم تُكسر حتى قارورة زجاج.
بخلاف ثورة 2011 التي قطعت الطرقات ودمرتها ودمرت البلاد كلها.
من يرد ثورة سلمية على الفساد والفاسدين وعلى كل من تسبب في تدمير حياتنا فكلنا معه، ومن يرد ثورة على الطرقات وعلى أعمدة الإنارة وأحجار الرصيف فلسنا معه.
* * *
سقف الحرية في المدن التي تسيطر عليها الأحزمة والنخب الأمنية ومنها عدن والمكلا مرتفع جدا، إلى درجة الانفلات، من الذي يستطيع أن يتظاهر ويقطع الطرقات في صنعاء أو مأرب أو الحديدة أو حتى في عتق، دون أن ينتهي به المطاف إلى السجن، مع أن الظروف في البلد وجميع تلك المدن هي نفسها، بل وأسوأ بكثير في صنعاء والحديدة التي فيها الكهرباء مقطوعة منذ سبع سنوات والرواتب منذ خمس سنوات.
نرفض تكميم الأفواه وتقييد الحريات، ومع التظاهرات المدنية المعبرة عن رفض الأوضاع القاسية التي وصلنا إليها، لكننا في المقابل ضد التخريب والنهب وقطع الطرقات العامة وتعطيل مصالح وأرزاق الناس وزيادة متاعبهم فوق المتاعب التي يعانونها.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك