من تابع خطاب العميد طارق محمد عبدالله صالح قائد قوات المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) بمناسبة الاحتفاء بعيد الثورة اليمنية 26 سبتمبر وما حواه من مضامين وطنية كثيرة لا شك أنه سيشعر أن هذا الخطاب هو الاقرب إلى تشخيص الواقع ومخاطبة قلوب الناس الحالمة بمعجزة تعيد لليمن ولو بعض بقايا دولته التي ابتدأ تدميرها من أزمة العام 2011م، وانتهى بانقلاب المليشيات الحوثية في 21 سبتمبر 2014م وسيطرتها بالقوة المسلحة على مؤسسات الدولة وإسقاط العاصمة صنعاء.
وبعيداً عن الخوض في كل تفاصيل الخطاب الذي كان مضمونه وطنيا بامتياز، إلا أن ثمة نقطة مهمة أوردها العميد طارق صالح وهو يفند أكاذيب ومزاعم المليشيات الحوثية لفتت انتباه الكثيرين حين عرى أكاذيبهم ومزاعمهم عن السيادة والاستقلال وكونهم يملكون قراراهم السياسي والوطني بسرد بعض تفاصيل مظاهر ومعالم وبراهين عمالتهم وارتباطهم بإيران كما ونوعا، شكلا ومضمونا، فكرا وممارسة، توجها وأهدافا..
وكان طارق صالح دقيقاً حين فند أكاذيب قيادات مليشيات الحوثي وخاطبهم: (أنت مرتزق لا تعتبر نفسك شيء... أنشئت ودربت ومولت من إيران منذ نعومة أظافرك... تضحكون على من.. الاستقرار والسيادة، أي سيادة تتكلم عنها والبلد ممزق والبلد عشرين قطعة لا مطارات مفتوحة ولا موانئ.. أي سيادة تتكلم عنها.. تضحك على الناس).
وفعلاً من يتابع خطاب المليشيات الحوثية فإنه سيجده يرتكز على نشر أكاذيب ومزاعم وأباطيل لا وجود لها في أرض الواقع ابرزها المتعلقة بأكذوبة انهم يحافظون على سيادة واستقلال البلاد وانهم مستقلون في اتخاذ قراراتهم، ويزعمون أن علاقاتهم بإيران مجرد علاقات تعاون لا تؤثر على مواقفهم وقراراتهم، وكلها ادعاءات كاذبة يكشف الواقع زيفها.
أحد الساخرين من مزاعم الحوثي أن انقلابهم يوم 21 سبتمبر كان من أجل الحرية والاستقلال علق بالقول: حرية الحوثي تنطبق عليها مقولة المناضل النعمان: "كنا نطالب بحرية القول واصبحنا نطالب بحرية البول"... أما الاستقلال فنقول لهم اي استقلال وسيادة وانتم عاجزون عن استيراد اسطوانة غاز منزلي، أو اسطوانة بنزين دون إذن من التحالف.
وفي ذات السياق ثمة إجماع لدى الرأي العام الشعبي ان ما يروجه الحوثي من كلام عن السيادة والاستقلال لا يعدو كونه تكرارا لذات اسطوانة الاكاذيب التي يرددها النظام السوري المدعوم من ايران عن الحفاظ على سيادة سوريا واستقلال قراراها الوطني فيما الحقيقة ان التدخل الروسي العسكري الداعم لنظام بشار كاف لنسف هذه المزاعم، ناهيك عن مصادرة ايران لقرار ذلك النظام من خلال تدخلاتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والمذهبية، حتى لا يكاد يكون بشار الاسد ونظامه سوى مجرد ادوات تنفذ اجندات نظام ملالي طهران فقط.
ولأن مصدر التضليل الإعلامي للاذرع الإيرانية واحد ومنبعها من طهران فتلك الاسطوانة هي نفسها الدعاية الكاذبة التي تروج لها مليشيات الحوثي وهي تتبجح بمزاعم استقلالية قرارها فيما هي في الحقيقة لا تملك شيئا من قرارها الذي يطبخ ويصاغ ويصنع في طهران وينفذ في صنعاء عسكريا وسياسيا... وثمة من الادلة الكثير عن تبعية وعمالة الحوثي لإيران اقلها واقربها ان حراكه السياسي ومواقفه تجاه اي جهود اممية نحو السلام تصبح ايجابية حين تكون مفاوضات ملف ايران النووي ماضية بشكل جيد، فيما تتوقف هذه المواقف وتصبح منعدمة حين تتوقف مفاوضات النووي الايراني كما هو حاصل حاليا.
عسكريا يكفي دليلا على تبعية مليشيات الحوثي هو مسارعتها لتبني مسؤولية الهجوم الذي استهدف منشآت السعودية النفطية بطائرات مسيرة العام الماضي فيما ثبت بالأدلة القطعية ان ايران هي من نفذت ذلك الهجوم.
وعموماً فإن المهم اليوم هو أن يكون ثمة موقف اعلامي مماثل كما جاء في مضامين خطاب العميد طارق صالح حول تفنيد أكاذيب المليشيات الحوثية التي تسعى من خلالها لتضليل الناس وخصوصا البسطاء بأنها حركة وطنية فيما هي في الحقيقة مجرد مليشيات مسلحة، وذراع عسكرية تابعة وعميلة لإيران وتنفذ أجندتها في اليمن مثلها مثل مليشيات حزب الله اللبناني، ومثل مليشيات الحشد الشعبي في العراق، ومثل نظام بشار الأسد وكلها اذراع تديرها مخابرات الحرس الثوري الإيراني.
الحوثيون من زعيمهم إلى أصغر ناشط فيهم كلهم عملاء ومرتزقة لإيران ونظامها المذهبي، ويتلقون دعما ماليا وعسكريا وسياسيا من طهران وفي الوقت نفسه ينفذون اجنداتها ولذلك فهم لم ولن يكونوا في أي يوم وطنيين أو مدافعين عن الوطن والسيادة والاستقلال فمن تربى على دورات الارتزاق الخاصة بالحرس الثوري، وتعلم من محاضرات فقهاء قم لا يمكنه إلا ان يكون مرتزقا لإيران، وعميلا لها شاء ام ابى! وما يردده عن وطنيته واستقلالية قراراه ليس سوى اكذوبة وتضليل لا يصدقها الا جاهل، أو مغرر به، والايام كفيلة بان تعري تلك الأكاذيب أمام الناس كافة.
ويكفي حين نرد على اي حوثي ان نكرر ما قاله العميد طارق له "انت مرتزق لا تعتبر نفسك شيء".