إن دعوة لمّ الشمل وتوحيد الصف الجمهوري تحت راية الجمهورية اليمنية، فرض شرعي ووطني وسياسي وعسكري، ولن يتحقق إلا بتوحيد جبهات القتال أولاً بدءاً بإصلاح الخلل في الشرعية ومنظومة الدفاع الرسمية العسكرية، فلا بد من منظومة جيش واحدة، قيادة واحدة، وغرفة عمليات واحدة، وتموين واحد، وهدف وغاية واحدة.
إن التمسك والتشبث باليمن الجمهوري هو الأصل والأساس وإن الشرعية الحقة هي شرعية الدفاع عن اليمن أرضاً وإنساناً وتحت رايتها وعدم السماح لمعاول الهدم الإمامية الحوثية الانقلابية المتخلفة بالبقاء للقتل والنهب والتجبر والتفجير والتشريد وطمس التاريخ ومصادرة الأرض واستعباد الإنسان.
إن معركتنا ضد الإمامة، معركة مصير هي معركة الإنسانية ضد التوحش والعنف الحيواني، ضد الآلهة المزيفة والعقائد والهويات الطاردة التي خرجت من كهوف الضباع، وادعت الوصاية على الأديان والأفكار والإنسان.
كل عثرة يسهل تجاوزها وكل مُشكلٍ له مفاتيح حلول، وكل تباين له مساحة لقاء وود ومنها وبها نخلق الانتصار ونعود للحياة دون أن يكون هناك من نطلب منه الإذن كي نتنفس.
إن نبذ الصراعات البينية بكل أشكالها والحفاظ على اليمن الأرض والإنسان ومواجهة الإمامة التي تسخر كل إمكانياتها لتزوير التاريخ وطمس الهوية اليمنية التاريخية وتحريف وتزوير القيم الدينية السمحة والعبث بعقول الأطفال في المدارس، وفرض أفكارها المشوهة، هو ما يجب أن يكون اليوم فقط فتوحيد الصف ومقاومة الدمار والتوحش والإرهاب الحوثي المتعدد هو من سيحفظ اليمن وسيحفظنا جميعا من الزوال وهو عمود الانتصار وشرط له.
إنه لمن المؤسف أن يتصارع البعض داخل صف الشرعية على تعيينات ووظائف داخلية ودبلوماسية خارجية، وإهدار ملايين الدولارات في هذا الجانب وجعل هذا الأمر هو الغاية والمصير، ومدننا ما تزال مهددة بالمليشيات الحوثية وبإرهابها والآلاف من أبنائنا وإخواننا في حصار ومجاعة ورعب أمر مرعب لا ينبىء بخير، بل يفتت عزائم المقاتلين في كل جبهات اليمن.
إنه لا بد أن يكون لنا أولويات مقدسة وهي استعادة اليمن والحفاظ على كيان الجمهورية بهزيمة الإمامة ووأد الفكر الحوثي الدخيل، فلا قيمة لأي قرار أو وظيفة أو تكليف خارج خدمة غاية مقاومة ومحاربة المليشيات الإمامية والانتصار عليها فقط.
أخيرا كان من الضروري جدا الإشارة إلى أن كتابتي لهذه السطور كانت من وحي الكلمة القوية والشجاعة التي ألقاها الأخ العميد طارق صالح، فقد كانت الكلمة مكاشفة حقيقية لكل ما يعتري الصف الجمهوري المقاوم للإرهاب الحوثي، وكيف يمكن تجاوز العثرات وإصلاح الأخطاء لبناء صرح صلب وسياج جمهوري منيع واثق الخطى كامل البنيان، يحفظ الوطن والإنسان ويقضي على الحوثية وكل أفكار الموت والعدم الإمامي المتخلف.