إسماعيل القاضي

إسماعيل القاضي

من لليمني ملاذ لمعاركه؟

Wednesday 03 November 2021 الساعة 06:02 pm

ماذا حققت الشرعية -الموجودة افتراضياً في الواقع اليمني- ولم تنجح بالوصول إلى اليمني الجمهوري الذي ينشد دولته المفقودة منذ انقلاب فبراير على النظام، وهو مفقود الهوية، مفقود الانتماء، مفقود الوطن، مفقود الرمز الذي يسند عليه الشعب كل قضايا وطنهم وزلاتهم.

ما قبل 11 فبراير كان هناك رجل دولة، ومؤسسات، كان وطناً بحد ذاته، كان فاتح حضنه للجميع، لا يحمل مثقال ذرة في صدره من الغل على أحد، وعلى هذا النهج عاش حتى لقيّ الله مقبلاً في سبيل القضية الراسخة فيه كقائد أمة يمانية -رحمة واسعة تغشاه إلى أبد الدهر. 

اليمني كعادته مقاتل، مناضل لقضيته في أي مكان، يقاتل ضد عصابة طهران منذ اليوم الأول ولأول طلقة ضد الكهنوتية الحوثية كأمثال شهيد الغدر عدنان تعز وشهيد عمران القشيبي والقائمة تطول للأحرار غير المؤدلجين لصوص الانتصارات والجبهات. 

ناضل ويناضل سواءً جندياً أو قبلياً أو مدنياً، صحفياً وسياسياً وقائداً عسكرياً وسلفياً وجد على هذه الأرض ويعطي نفسه في سبيلها، لكن رغم كل تضحياته يقابل هذا اليمني بانتكاسات في القيادة وسوء التنظيم لمعركة اليمنيين، يجد الفشل كلما رهن موقفه القتالي بهكذا شرعية ومن خولتهم على رأس المقاتل في الجبهات. 

لن يحصد الأحرار غير اليأس والانكسار من هكذا شرعية. ولن يحصد اليمني سوى الإحباط والسأم والاشمئزاز، في كل معركة مصيرية راهن فيها وجد نفسه مصاباً بأمراض مزمنة "الضغط، القلب، السكر ...." لانتكاسة كل رهانه في الانتصار. 

راهن على القشيبي لوقف زحف الحوثية إلى عمران وجد هادي برفقة الحاكم لاستعادة عمران إلى حضنه... حضن من يا دنبوع اليمن! راهن على وقوف الجيش في وجه الحوثيين وتمردهم في صنعاء وجد هادي نفسه تحت الإقامة الجبرية وسلم الجمل بما حمل لحضن إيران. 

وكلما وجد اليمني فرصة ليسعد قلبه بنصر يحققه هادي وجماعته استاءت حالته لما يراه من سوء في الإدارة والنتائج.

عزيزي القارئ.. "لا دخل لهادي وجماعته والإخوان في معارك التحرير في سنواته الأولى بقيادة وحنكة الأشقاء الإماراتيين والسعوديين على السواء حتى مشارف صنعاء سعوديا ومن عدن حتى الحديدة إماراتياً لإدارة معارك اليمني على الأرض".

الشعب لم يجد حسنة لهادي منذ توليه السلطة، لم يجد حسنة في كل مجالات المعارك من خسارة إلى خسارة عسكريا، ومن نكسة إلى نكسة سياسيا، ومن تدهور إلى أكثر اقتصادياً، حتى أصبح اليمني لا أمل يرجوه من هكذا إدراة لمعركته، ولمستقبل وطنه، والأمل الذي يرجوه تَكَّون في وقت وجيز في الساحل الغربي بالمخا، وأصبح كل يمني تواجد في هذه الأرض عاقد الأمل نحو الرمز الوطني الذي تشكل من خليط فريد جمهوري ووطني، يمني وديمقراطي. 

نعم فمن لليمني ملاذ غير ذلك القائد الذي حقق ما عجز عنه غيره، وأصبح للناس الملهم، فمنذ سنة وهو في حراك مجتمعي وسياسي ودبلوماسي، وفي شهرين كوّن مجتمعاً حاضناً للقضية وكتلة في البرلمان وهيكلاً تنظيمياً للقضية اليمنية والوطنية. 

فليكن الرمز الوطني الذي أجمع عليه اليمنيون لقيادة معاركهم من اليوم فصاعداً، وليعطِ التحالف العربي قيادة المعارك اليمنية للعميد طارق محمد عبدالله صالح لتتضح الصورة للذين في رؤوسهم الطير.