حضرموت تدشّن موسم نجم البلدة السياحي 2025 بأجواء احتفالية مبهرة
الجنوب - منذ 5 ساعات و 24 دقيقة
رغم ألم الانطفاءات الكهربائية الثقيلة التي تعيشها مدينة المكلا وباقي مديريات ساحل حضرموت، خرج المواطنون منذ ساعات الفجر الأولى من صباح الثلاثاء، إلى السواحل والميادين العامة، احتفاءً بتدشين فعاليات موسم نجم البلدة السياحي 2025، في مشهد جسّد إصرار الأهالي على الفرح والتشبث بالحياة، متجاوزين قسوة الظروف المعيشية وانقطاع التيار الكهربائي.
وفي أجواء سادها الفرح والبهجة، انطلقت الفعاليات من شاطئ الستين بالمكلا عند الساعة الخامسة والنصف صباحًا، بحضور قيادات السلطة المحلية ومدراء عموم المكاتب التنفيذية، حيث أطلق أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة، الأستاذ صالح عبود العمقي، عددًا من الحمام الزاجل، إعلانًا بتدشين المهرجان، في دلالة رمزية على السلام والمحبة والتعايش.
وتوافدت عدد كبير من العائلات والمغتسلين من أبناء المحافظة وزوارها إلى شواطئ المنصة، الستين، خلف، وبروم، للاستمتاع بالأجواء الباردة الفريدة التي يتميز بها موسم نجم البلدة، إلى جانب متابعة الفعاليات الثقافية والتراثية التي يحتضنها المهرجان، والذي يُعد من أبرز المواسم السياحية التي تشتهر بها حضرموت سنويًا.
وتميّز المشهد بحيوية لافتة، حيث انتشر الباعة منذ الصباح الباكر في مواقع ثابتة وعربات متنقلة على امتداد الساحل، بينما مارس المئات من الشباب رياضة كرة القدم على الرمال الذهبية، في لوحة جسّدت مظاهر الفرح والانتماء.
ويتضمن برنامج المهرجان لهذا العام باقة غنية من الفعاليات والأنشطة، أبرزها: معرض الأسر المنتجة والصناعات التقليدية والأكلات الشعبية، منافسات رياضية ومصارعة الذراعين، عروض فنية تراثية ومسابقات ثقافية
انتشار فرقة تراثية لإحياء الرقصات والأهازيج الشعبية، انتشار لقوات خفر السواحل لتأمين الزوار على امتداد الشريط الساحلي.
وفي إطار فعاليات اليوم الأول، دشن الأمين العام للمجلس المحلي الفعاليات التي ينظمها الهلال الأحمر الإماراتي تحت رعاية السلطة المحلية، والتي تشمل القرية التراثية، وخيم المأكولات الشعبية، ومسرح الطفل والعائلة، إضافة إلى فعاليات تقام بالتزامن في سواحل المكلا وشحير.
وأكد العمقي في كلمته خلال حفل التدشين أن مهرجان نجم البلدة يمثل رسالة سلام ووئام من حضرموت إلى العالم، مشددًا على أن المحافظة ورغم التحديات لا تزال ملاذًا للفرح والحياة والتعايش، ويعيش زوارها أجواءً ساحرة يستمتعون خلالها بالاغتسال في مياه البحر الباردة التي تصاحب ظاهرة نجم البلدة، والتي تُعرف ببرودة مفاجئة للمياه خلال هذه الفترة.
وأشار العمقي إلى أهمية الشراكة المجتمعية، مثمنًا دعم الجهات الراعية للموسم وفي مقدمتها الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة حضرموت للثقافة، وشركة إسناد، وينك حضرموت، مؤكدًا أن هذه المشاركة الفاعلة تسهم في تعزيز الحراك السياحي والثقافي، وترسخ الهوية الحضرمية في نفوس الأجيال.
وأوضح أن الموسم يشكل أيضًا فرصة اقتصادية كبيرة، حيث تشهد الفنادق ومرافق الإيواء إقبالًا واسعًا من الزوار، إلى جانب تنشيط الأسواق المحلية، مشيرًا إلى أن المعارض المصاحبة تمثل منصة مهمة لدعم مشاريع الأسر المنتجة وتعزيز دورها في التنمية المجتمعية.
ويتضمن برنامج المهرجان كذلك عددًا من الفعاليات النوعية، من بينها: معرض الموسم للفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية، المهرجان العائلي والرقصات الشعبية، عروض فنية وغنائية بمشاركة فنانين من حضرموت وخارجها، عروض سينما البلدة، وندوات ثقافية، ومعرض نكهات، ماراثون رياضي وبطولة السباحة ودوري كأس البلدة لكرة القدم، مشروع كورال أطفال حضرموت.
واختتمت اللجنة المنظمة للمهرجان دعوتها لجميع المواطنين والزوار للمشاركة في هذا الحدث السنوي البارز، الذي يعكس ثراء الموروث الثقافي والتراثي الحضرمي، ويسهم في تنشيط السياحة وتعزيز الاقتصاد المحلي.
ويُعد موسم نجم البلدة مناسبة فريدة في حضرموت، حيث يجذب آلاف الزوار سنويًا لما يحمله من طقوس خاصة وأجواء طبيعية ساحرة، تشكل فرصة مثالية للاستجمام والاحتفاء بالموروث المحلي الغني.